للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[«دخول السلطان جمجمة لدمشق»]

وفي يوم الثلاثاء خامس عشرينه، دخل دمشق السّلطان الملك جمجمة (١) بن عثمان ملك الروم، وملك بلاد ابن (٢) قرمان. وسبب دخوله دمشق أنّ والده توفي في هذه السنة، فاختلف هو وأخوه على الملك وتقاتلا، وقتل من جماعة جمجمة خلق كثير على ما ذكر، فهرب وجاء إلى دمشق، وهو عازم على الرّواح إلى/القاهرة، ليشكو حاله للسلطان الملك الأشرف قايتباي، ويطلب منه النّصرة والمساعدة. والله تعالى يلطف، ويدبّر.

وفيه وصلت الأمارة (٣)، ونايب الشام قانصوه اليحياوي وكل من كان مسك عند ابن حسن باك، إلى حلب المحروسة، وكان لهم نهار عظيم على ما ذكر.

رجب: وفي يوم الأحد ثامنه، توفي الشيخ زين الدين:

• عبد الرحمن (٤) الخليلي المالكي، ودفن بمقبرة باب الصغير، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الجمعة سابع عشرينه، ولي كاتبه الحكم على مذهب الإمام الشافعي بدمشق، خلافة عن قاضي القضاة شهاب الدين ابن الفرفور، أسبغ الله ظلاله.

وفي هذا اليوم المذكور، توفي الأديب شهاب الدين:

• أحمد (٥) بن بركة، ودفن بمقبرة باب الفراديس، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الخميس سادس عشرينه، عزل قاضي القضاة محب الدين ابن القصيف الحنفي، من قضاء قضاة الحنفية بدمشق، وتولى عوضه في يوم تاريخه، قضاء قضاة الحنفية بدمشق، عماد الدين إسماعيل (٦) الحنفي الناصري، أعانه الله على ما ولاّه، ولطف بالمسلمين.


(١) الملك جمجمة بن عثمان: هو محمد بن عثمان (الجمجمة). ابن طولون مفاكهة الخلان ١/ ٤٣. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ١٨٣.
(٢) قامت دولة أبناء قرمان في الأناضول سنة ٦٥٤ هـ. ورثت الدولة السلجوقية وعمرت حتى سنة ٨٨٨ هـ عند ما قضى السلطان بايزيد الثاني عليها، وخلفت آثارا تدل على مدنية وحضارة. انظر: ستانلي بول. الدول الإسلامية ٢/ ٤٢٥. وابن أجأ: العراك بين المماليك والعثمانيون الأتراك ص ٢٧.
(٣) الأمارة: الأمراء.
(٤) انظر: ابن طولون مفاكهة الخلان ١/ ٣٠،٤٧.
(٥) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٤٩. والسخاوي الضوء اللامع ١/ ٢٤٨/١.
(٦) عماد الدين إسماعيل الحنفي الناصري: قاضي دمشق الحنفي. هو إسماعيل بن إبراهيم بن خضر عماد -

<<  <  ج: ص:  >  >>