للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• قراجا المهمندار بدمشق. مات مقتولا شهيدا، شنقه نايب الشام قصروه ظلما، ودفن بمقبرة الصوفية، رحمه الله تعالى.

[«هروب السلطان الظاهر»]

[ذو] الحجة: ثم في يوم الأحد مستهله، أصبح الأمراء والعساكر مجتمعين في بيت الأمير طومان باي، الدوادار الكبير، ونادى المشاعلي أول النهار: معاشر الرّعية من علم بالسلطان قانصوه خمسمائة، يحضره وعليه الأمان، وأن أحدا من مماليك الظاهر لا يركب فرسا. واستمروا كذلك إلى أذان الظهر، اختلفوا في السلطنة، ثم تفرقوا وحضروا أذان العصر، كلّهم في بيت الأمير الدوادار الكبير، ثم عرضوا على العساكر الكلام في السلطنة. فقالوا: لا نريد إلا قانصوه خمسمائة. فقال الأمراء:

ذاك ليس له وجود، ثم نادوا أيضا بمشاعلية، أنّ قانصوه خمسمائة يحضر ويكون صاحب/التخت (١) وكان ذلك آخر النهار، فلم يظهر له خبر، وعلموا موته، وفعلوا ذلك رضى (٢) للعامة.

[«ولاية السلطان الأشرف جان بلاط»]

ثم في يوم الاثنين ثانيه، أصبح الأمراء والعساكر مجتمعين بالقلعة في باب السلسلة، بالحرّاقة، وطلبوا القضاة الأربع، والخليفة يعقوب بن عبد العزيز، واتفق الأمراء على تولية السلطان الملك الأشرف جان بلاط (٣)، فعقدوا له البيعة، وجلس على تخت الملك، بعد خلع الملك الظاهر قانصوه، على مضي سبع عشره درجة من النهار المذكور، والطالع برج الميزان، والشمس في برج السرطان، وحمل القبة والطير على رأسه الأمير تمر الزردكاش، ولبس الخليفتي (٤)، وأطلق أمير آخور كبير، قانباي الرماح من الحديد على وظيفته، ودقت البشاير، ونادا المشاعلية، فغوّشت المماليك عليه، وضربوا بالحجارة للطبلخاناه (٥)، فقفل الأمراء باب السلسلة، فأراد المماليك


(١) التخت: كرسي السلطنة.
(٢) إرضاء للعامة.
(٣) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٢٢٩. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٣٨.
(٤) الخليفتي: وهي الخلعة التي يخلعها الخليفة على كل سلطان يتولى الحكم في مصر والشام.
(٥) الطبلخاناه: وهي موسيقى الجيش ويرأسها أمير، ويأتي في الدرجة الثانية بين الأمراء، وتكون في صحبة السلطان في الأسفار والحروب (فرقة موسيقا سلطانية) وآلاتها هي الطبول والأبواق وغيرها، وتدق الطبلخاناه عند الصباح، وبعد صلاة المغرب، وعلى أبواب كبار الأمراء. دهمان: معجم الألفاظ ص ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>