للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه ركّبت الأبواب الثلاثة تحت النّسر بالجامع المذكور، وهم صنعة المعلّمين الدقية (١) الذين جاؤوا من حلب. والصّف الأبواب القبليّة الغربيّة، صنعة الدقية أولاد الزّعيمة. والصّف الأبواب القبليّة الشّرقيّة، هم العتق الذي لم يحترقوا جلوهم وأعادوهم (٢). والعمل المذكور جميعه من مال السّلطان وقد قارب فراغ الخمسة عشر ألف دينار، التي تفضّل بها المقام الشّريف. لكن ولله الحمد لم يبق في الجامع المذكور إلاّ اليسير. أعان الله على تكملته. وكان السّلطان أرسل مرخّمين (٣) من القاهرة، فتوفي معلّمهم ولم يظهر لهم عمل.

وفي يوم الاثنين سلخه، سافر قاضي القضاة شرف الدين (٤) بن عيد، إلى الديار المصريّة، بسبب مرسوم السّلطان الذي ورد، من مضمونه ولاية المذكور، قاضي القضاة بالدّيار المصريّة، عوضا عن شهاب الدين الأمشاطيّ الحنفيّ، وأن يجهّز إلى القاهرة، ويعطى ما يكفيه من مال السّلطان.

وفي يوم الاثنين/ثاني عشرينه، عزل من قضاة الحنفية تاج الدين بن عرب شاه، وتولّى عوضه قاضي القضاة، محب الدّين بن (٥) القصيف بدمشق.

[[التجريدة الثانية على ابن حسن باك]]

القعدة: وفي يوم الثلاثا، الثاني والعشرين منه، دخل إلى دمشق تجريدة ثانية من القاهرة، على ابن حسن باك، بسبب قتله للدوادار الكبير يشبك، ولعساكر المسلمين، ودخل فيه من الأمرا الأمير أردبش (٦)، وجاني بك (٧) حبيب، وخاصكية ومماليك


(١) الدقية: يقصد الدقة والمهارة في الصنعة.
(٢) هكذا ورد بالأصل بصيغة جمع المذكر.
(٣) فرخّمين: مفردها مرخم. وهو عامل مختص في تركيب الرخام ونحته.
(٤) شرف الدين بن عيد: هو موسى بن أحمد بن عيد الدمشقي الحنفي (شرف الدين) كان قاضي القضاء الحنفي بدمشق ثم في مصر. انظر: بدائع الزهور لابن إياس ٣/ ١٥٨،١٧٧. السخاوي. الضوء اللامع ١٠/ ١٧٩/٥.
(٥) محب الدين بن القصيف: هو قاضي دمشق الحنفي. تولى وظيفة قاضي قضاة الحنفية ثلاث مرات. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٩،١٣٠،١٥٦. السخاوي. الضوء اللامع ٨/ ١٦٧/٤.
(٦) أردبش: كان الدوادار الكبير لنائب الشام. مفاكهة الخلان ١/ ٢٩٨،٣٠٩. لابن طولون.
(٧) جاني بك حبيب: ترجمته في بدائع الزهور لابن إياس ٢/ ٤١٤، ثم ٣/ ١٨٠،٢١٥. السخاوي. الضوء اللامع ٣/ ٥٩/٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>