للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

/ذو الحجة: مستهله الاثنين، فيه طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، وكان المجلس خفيفا.

وفي رابعه، توفي القاضي ناظر الخواص بالديار المصرية، ناصر الدين

• محمد بن العلاّمة جمال الدين يوسف الصفدي الحنبلي، مات بغتة فجأة بالقرب من باب سرّ البيمارستان المنصوري بالقاهرة، وختم على موجوده. وكان مسبوقا، ذكروا أنّه قتل نفسه، وفرح الناس بموته، يرحمه الله تعالى.

وفي ثالث عشره، وصل إلى القاهرة الأمير طقطباي، الوزير الأستادار بالقاهرة، وكان غايبا ببلاد الصعيد، وصحبته جمع من الأمراء، والمقدّمين الألوف.

وجمع من مماليك السلطان، وخلايق لا تعدّ ولا تحصى، فلهج الناس بالقيل والقال، وتخيل الأمراء معه، وغيرهم، ثم طلع إلى القلعة، وخلع عليه خلعة عظيمة وعلى جماعته، وتبيّن فساد جميع ما نقله العامة.

وفي حادي عشريه، وردت أخبار عن (١) بركات بن عجلان، أنّه ملك مكة وفتك بها، وأنها خربت بلادها بسببه، وأنّه شنق جماعة من التجار، وصادر شيخ الإسلام أبو السعود الشافعي، ونهب موجوده، ووضعه في الحديد، وصادر تنبك الجمالي/الذي كان أميرا كبيرا بالقاهرة، ونفي بها وفعل بها ما لم يصدر من أحد قبله، وقد شرعوا في تعيين تجريدة له من القاهرة إلى مكة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي تاسع عشريه، توفي الشيخ العلاّمة أقضى القضاة شهاب الدين

• أحمد بن البرقي (٢) الحنفي خليفة الحكم بالقاهرة، رحمه الله تعالى.

٩٠٨ هـ - ١٥٠٢ م عام ثمانية وتسعمئة:

استهلت وسلطان مصر، والحجاز، والشام السلطان الملك الأشرف، أبو النصر قانصوه الغوري، وهو السادس والأربعون من ملوك الترك، وأولادهم بالديار المصرية، وأمير كبير قيت الرجبي، والوزير والأستادار الأمير طقطباي، والدوادار


(١) بركات بن عجلان - سلطان مكة، قام بأعمال ومذابح كبيرة سنة ٩٠٩ هـ. ابن طولون، إعلام الورى ص ١٧٩،٢٧٢،٢٧٥. وانظر الضوء اللامع للسخاوي ٣/ ١٤/٢. وشذرات الذهب للحنبلي ٨/ ١٧٢.
(٢) القاضي شهاب الدين أحمد بن البرقي الحنفي: كان من نواب قاضي القضاة الحنفي في مصر. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>