للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الاعتناء بعلم الأخبار، لم يزل من لدن الصحابة الأبرار، ومن تابعهم من التابعين الأخيار، وتابعيهم من الأئمة على ممر الأعصار. ولو لم يكن في معرفته إلا التحلي بما يزين، والتخلي مما يشين، لكان في ذلك للطالب كفاية وللمسترشد هداية» (١).

وقد كان ابن الحمصي متابعا لمؤلفات من سبقه من المؤرخين في عصره، كابن حجر العسقلاني، واعتبر كتابه (حوادث الزمان)، ذيلا على تاريخ العلامة شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، المسمى (إنباء الغمر بأبناء العمر)، الذي وصل فيه إلى سنة ٨٥٠ هـ - ١٤٤٧ م ثم تبعه ابن الحمصي في بدء كتابه اعتبارا من سنة ٨٥١ هـ.

[٤ - مؤلفات ابن الحمصي]

لم يذكر العماد الحنبلي الذي ترجم لابن الحمصي، ما صنّف من كتب، واكتفى بترجمة قصيرة، تشبه التعريف بشخصية هذا المؤرخ الكبير، إلاّ أنّ ابن الحمصي أشار في كتابه الذي نحن بصدد تحقيقه، ودراسته «حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران»، أنّه صنف كتابين في التاريخ هما:

أ - التاريخ الكبير: ويبدو أنه كتابه الأول، وأطلق عليه في سياق ما ذكره عنه، اسم (تاريخي الكبير). ولا نعرف الفترة الزمنية التي تناولها المؤرخ في هذا الكتاب، إلاّ أنه أشار إلى أخبار وحوادث متفرقة، سبق له ذكرها في التاريخ الكبير، فأورد في كتابه الثاني «حوادث الزمان» أحداثا جرت في سنة ٨٦٢ هـ - ١٤٥٧ م، منها: ترجمة الشيخ علاء الدين الحنبلي البغدادي، وأنه كان يفتي بمسألة ابن تيمية في الطلاق الثلاث، وقد امتحن بسبب ذلك، في أيام قاضي القضاة، جمال الدين الباعوني الشافعي، وأركب على حمار وطيف به في شوارع البلد، ونودي عليه «هذا جزاء من يقول: بمسألة ابن تيمية في الطلاق الثلاث، وسجن، وورد بذلك مراسيم السلطان، ووقعت أمور يطول شرحها في هذا المختصر، وقد أوضحتها في تاريخي الكبير، سنة ثمان وأربعين وثماني مائة فراجعه» (٢).

ومن تتبع القارئ لكتاب «حوادث الزمان»، يلاحظ أنّ ابن الحمصي يحيل قارئه في الحوادث إلى تاريخه الكبير الذي أشار إليه، فمثلا عند ما يذكر أحداث عام ٨٧٢ هـ - ١٤٦٧ م، وفي أول سلطنة قايتباي، يسلط الأضواء على النزاع بين أمراء


(١) ابن الحمصي: حوادث الزمان مخطوط ج ١ ص /١ ب.
(٢) ابن الحمصي: حوادث الزمان ج ١ أحداث عام ٨٦٢ هـ. ودراسات في تاريخ ومؤرخي مصر والشام د. ليلى أحمد. ص ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>