للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دمشق في آخر النهار، يوم السبت ثاني شعبان سنة تاريخه، في أسوأ حال.

[[المماليك ولوا جان بردي الغزالي على الشام]]

ثم دخل بعدهم من بقي من الأمراء، فاجتمعوا بدمشق، وولوا نايب الشام الأمير جان بردي الغزالي، في خامس شعبان المذكور. وحصّنت القلعة ودمشق، وقفلت أبوابها خوفا مما يحدث بعد ذلك.

[[دخول السلطان سليم إلى حلب]]

ثم أراد العسكر التوجه إلى مصر فمنعهم من ذلك ورود الخبر إلى دمشق، أنّ السلطان سليم شاه بن عثمان دخل (١) إلى حلب، عقيب خروج العسكر، وملك البلد وتسلم القلعة، وولى بها نايبا، وحطّ (٢) فيها جماعة من مماليكه، وولّى بالبلد نايبا من جماعته وقاضيا من الروم ومسك الخليفة (٣)، ورسّم عليه بحلب، ولم يمكنه من السفر إلى بلده،/وحصّن مدينة حلب، وسدّ أبوابها، والناس تحت لطف الله تعالى.

ثم في ثاني عشرين شعبان، رحل عسكر المصري من دمشق، متوجهين إلى مصر، وتوجه معهم غالب رؤساء الشام، وغالب الشاميين.

ثم في ثاني تاريخ ثالث عشرين الشهر المذكور، رحل نايب الشام، الأمير جان بردي الغزالي من دمشق، منهزما صوب مصر.

[[دخول السلطان سليم بن عثمان إلى دمشق]]

ثم في ثامن عشرين شعبان المذكور، وصل أوائل عسكر سلطان الروم إلى دمشق وأولهم يونس (٤) العادلي، ومعه جماعة وذلك بعد أن قعدت دمشق بلا نايب خمسة


= مع أمرائهم ودبت الفوضى في المدينة، فاجتمع الأمراء مع محمد بن قانصوه الغوري، وعينوا جان بردي الغزالي نائبا على الشام وساروا إلى مصر. ابن طولون: مفاكهة الخلان ٢/ ٢٤،٢٥.
(١) دخل ملك الروم سليم خان حلب، وتسلم قلعتها بأمان من أهلها في العاشر من شهر شعبان سنة ٩٢٢ هـ. مفاكهة الخلان لابن طولون ٢/ ٢٥.
(٢) حطّ: وضع.
(٣) عاد الخليفة العباسي المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المستمسك بالله أبي الصبر يعقوب من حلب إلى دمشق وأقام بالصالحية ثم توجه إلى مصر، وبعد هزيمة المماليك في مصر بمعركة الريدانية. قبض سليم خان على الخليفة العباسي، وبعث به من مصر مرسّما عليه بحرا إلى اصطنبول أواخر سنة ٩٢٣ هـ. ابن طولون: مفاكهة الخلان ٢/ ٧٨.
(٤) يونس العادلي: كان خاصكيّا ومباشرا للسلطان المملوكي بعثه سنة ٩١٥ هـ إلى بلاد الروم ليشتري له أخشابا لصناعة السفن. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٣٤٥،٢/ ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>