للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي ثامنه أيضا، ولي الأمير قانصوه (١) ابن سلطان جركس، الذي كان حاجب الشام وطرده قصروه عن نيابة حماة، عوضا عن الأمير يخشباي، لأنه عصى مع قصروه، وخلع عليهما، وكان لهما نهار مشهود.

وفي ثاني عشره، وصل الأمير أقباي إلى القاهرة، وهو القاصد الذي جهّزه السلطان، لكشف حال نايب الشام/قصروه. فحضر وأخبر أنّه خرج عن الطاعة، فعيّن السّلطان له تجريدة عظيمة، وهم شارعون في ذلك، وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه مفصلا، إن شاء الله تعالى.

وفي تاسع عشره، توفي القاضي:

• محيي الدين يحيى ابن القاضي شمس الدين بن الشربدار، مستوفي الجامع الأموي بدمشق رحمه الله تعالى.

[«وقعة الملك الظاهر قانصوه»]

وفي عشرينه، جهّزوا القصّاد خلف الدوادار الكبير، ليحضر من الصعيد، فتأخر لأجل مصلحة الناس، فأكثروا عليه الإرسال بالقصّاد. ثم أراد السلطان عزله، وإخراج وظايفه عنه، فمنعه الأمراء من ذلك، فبلغ الدوادار فحضر، وحضر معه خلايق، منها مماليك الناصر المنفية في منفلوط (٢)، وهرع إليه الأمراء للسلام عليه، ونزل بالجيزة (٣) بعد ذلك. وكان هذا أول باب الشّر بينهم.

وفي يوم الأربعاء سادس عشريه، لما نزل الأمير الدوادار الكبير طومان بالجيزة، توجه الأمراء للسلام عليه، ففهم من بعضهم الغدر في حقه، وقالوا: بلغ السّلطان أنّك تريد العصيان، مع نايب الشام قصروه، وأكثروا عليه الكلام. فعند ذلك قبض على جماعة من الأمراء، منهم الأمير قانباي الرماح أمير آخور كبير، فهاش جماعة/من مماليكه فقتلوهم بحضرته، ووضعوه في الحديد، وقبض على الأمير تمر المحتسب، ووضع في الحديد، وقبض على الأمير أنس باي، شاد الشراب خاناه، ثم شفعوا فيه وأطلق، وقبض على الأمير طرباي دوادار ثاني ثم شفعوا فيه وأطلق،


(١) قانصوه ابن سلطان جركس: وهو المعروف بابن اللوقا، كان حاجب حجاب بدمشق، ثم نائب صفد، ونائبا بحماة، وأخيرا أودع سجن الإسكندرية. ابن طولون مفاكهة الخلان ١/ ٢٠٣،٢١٨،٢٢٣، ٢٨٦. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٣٢.
(٢) منفلوط: بلدة بالصعيد غربي النيل، وعلى مسافة بعيدة منه. معجم البلدان ٥/ ٢١٤.
(٣) الجيزة: بلدة غرب فسطاط مصر وقبالتها، وهي كورة واسعة فتحها المسلمون وأقاموا بها. معجم البلدان ٢/ ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>