للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحرم المكي، وصرف عليه من الذهب/وحمل على خمسين جملا إلى مكة، ونصب في الحوش بالقلعة، هو وكسوة الكعبة (١)، باطنا وظاهرا، وكان لذلك نهار مشهود.

وفي تاسع عشره، خرج الحاج من القاهرة، وأمير الأول الأمير جان بلاط الموتر المحتسب، وأمير المحمل الأمير قانصوه المحمدي البرج، أمير مجلس وقاضي المحمل، علم الدين صالح الشافعي.

وفي سابع عشريه، توفي الشيخ العالم:

• سنان الحنفي، ناظر المدرسة الخاتونية (٢) الجوانية بدمشق، بالقاهرة رحمه الله تعالى.

ذو القعدة: في يوم السبت مستهله، طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، وكان السلطان والأمراء، عمّالين في لعب الأكرة (٣)، فاستمرّ القضاة في جامع القلعة إلى قريب الظهر، حتى فرغوا من لعبهم، ودخلوا، وسلّموا، وهنّوا بالشهر، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي ثالثه، ولي الأمير قانصوه الغوري، رأس نوبة النوب بالقاهرة، عوضا عن الأمير قرقماس. وفيه أيضا، ولي الأمير قيت الرجبي، نيابة طرابلس، عوضا عن يلباي، وخلع عليهما، وكان لهما نهار مشهود بالقاهرة.

/وفي سابعه، ابتدأ العساكر السلطانية، بالسفر من القاهرة إلى بلاد الشام، إلى التجريدة (٤) على نايب الشام قصروه، وسببه أنّه عصى على السلطان، وأخذ قلعة الشام، وأقام بها نايبا من مماليكه، ومسك نايب حمص، وأقام بها نايبا، ومسك نايب طرابلس، وولىّ بها نايبا، وولىّ على نيابة حماة، وصفد، وأظهر العصيان، وجمع العشران. وبالله المستعان.

وفي ثامنه، ولي الأمير (٥) تمر الخازندار الحسبة بالقاهرة، عوضا عن الأمير جان بلاط الموتر، أمير الحاج الأول، لأنّه أشيع أنّ العرب قتلوه، قبل العقبة (٦) في الطّلعة ولم يصح.


(١) كسوة الكعبة: تجهز الكسوة كل سنة مع المحمل، وترسل عند موسم الحج إلى مكة، وتسلم للقائمين على خدمة البيت. القلقشندي، صبح الأعشى ٤/ ٢٧٨.
(٢) المدرسة الخاتونية الجوانية: بجوار جامع تنكز. النعيمي. الدارس ١/ ٣٨٨.
(٣) الأكرة: لعبة الكرة وتشبه لعبة الغولف في عصرنا الحاضر.
(٤) التجريدة على قصروه. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٢٢،٢٢٨،٢٣٠،٢٣١.
(٥) الأمير تمر الخازندار: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٣٣.
(٦) العقبة: موضع قرب معان في الطريق إلى مكة. معجم البلدان ٤/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>