للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[«عزل الشريف بركات وتولية أخيه وما وقع من الفتن»]

وفيه وصل كتب الحاج وأخبروا، أنّه وقع بين الشريف بركات صاحب مكة، وبين أخيه هزاع، وانتصر [هزاع] على أخيه بركات، وأخرجه من مكة، وقتل ولد الشريف بركات، هو: أبو القاسم، ونهب الشريف بركات لجدة، وأخذ منها حواصل (١) التجار المصريين نكاية في أهل مصر، لأنهم ساعدوا هزاعا على أخيه بركات، ووقعت فتنة كبيرة، وربما ينقطع الحج بسبب هذه الفتنة، وهرب الشريف بركات وجماعته إلى بلاد اليمن. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وفي رابعه ركب المماليك السلطانية بالديار المصرية على السلطان، بسبب نفقة السلطنة (٢)، وأحرقوا أبواب الأمير قيت الرجبي أتابك العساكر، وغلّقت الأسواق، وحصل الرعب للناس بسبب ذلك.

ثم في خامسه، أرسل السلطان، طلب القضاة الأربع، فطلعوا للقلعة، فذكر لهم ما وقع بالأمس، وأنّه يريد أن يأخذ من الأوقاف، ويأخذ من الأملاك/عشرة أشهر، ويعطيها للمماليك. فقالوا له: هذا لا يجوز. فقال: فعله قبلي قايتباي الأشرف. فقالوا له: ارتكب محرّما، فانحرف عليهم السلطان، وقال لهم: إذا وقع مهمّ (٣)، اخرجوا أنتم وقاتلوا وأتأخر أنا والأمراء. فقالوا: نحن نقاتل بسهام الليل، ولم يوافقوه على شيء من ذلك. وكان المجلس حافلا، وقرؤوا الفاتحة، وقاموا. وبالله المستعان.

[[أخذ الأموال من الأملاك]]

ثم في سادسه اجتمع بعض المناحيس بالسلطان، وحسّن له الأخذ من الرعية، فرسم بأن يفرض عليهم لأجل النفقة خمسمائة ألف دينار.

تفصيل ذلك ما هو: على الأملاك والأوقاف، عشره أشهر، مائتا ألف دينار، وما هو على الرزق والإقطاعات [في] سنة، مائتا ألف دينار، وما هو على تجار


(١) حواصل المصريين في جدة: هي مخازن الحبوب والبضائع. مفردها حاصل ويشمل أيضا إصطبلات الخيول ومناخات الجمال، وعادة يمتلك هذه الحواصل كبار التجار وأمراء المئات والطبلخانات. القلقشندي، صبح الأعشى ٤/ ٦٠.
(٢) نفقة السلطنة: هو المال الذي يدفعه السلطان لجميع المماليك على مختلف فئاتهم وطبقاتهم كرواتب سنوية. انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ١٦.
(٣) مهمّ: يعني الحرب أو القتال.

<<  <  ج: ص:  >  >>