للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وركب معه القضاة، ونايب الغيبة أردبش، وأركان الدولة (١)، ونزل بدار العدل، وقرئ مرسوم الإعلام بها، ثم توجه إلى الجامع الأموي، وقرئ توقيعه به، قرأه سيدنا الشيخ العلاّمة، الشهابي الرملي إمام الجامع الأموي، وكان له نهار مشهود، لم يشهد لغيره.

وفي عشريه، وصل إلى دمشق، الأمير تمرباي الهندي (٢)، أمير الريف بالقاهرة، وصحبته خاصكيّة، متوجها إلى الصوفي الخارجي، وركب معه نايب الغيبة، والقضاة، وأرباب الدولة، ونزل بالمرجة، وكان له نهار مشهود.

وفي خامس عشريه، وقع بين نايب الشام سيباي، وبين عرب بني لام (٣)، وقعة عظيمة على جبل عجلون، قتل فيها الدوادار الثاني وخلايق، وسببه أنّه توجه إلى قتال ابن ساعد (٤) وحرق بعض بلاده، وخرب بلد إربد (٥) بتمامها، وكمالها، ونهب ما حولها، وأحرق للناس ألوفا من غرائر القمح، وسبب ذلك أنّ أهل هذه البلاد، ذكروا عنهم أنّهم يحمون، ويتعصبون مع ابن ساعد، ومع عرب لام، وكان السلطان قد برز أمره، بخروج نايب الشام أمير الحاج الشامي، فوقف الحال بسبب ذلك، وتقطعت الطرق، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

[«كسر النيل»]

في ثامن عشريه، كسر النيل بالقاهرة، وباشر ذلك الأمير قرقماس، الأمير


(١) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٣٤٢.
(٢) الأمير تمر باي الهندي: أحد الأمراء العشرات أرسله السلطان قانصوه الغوري قاصدا إلى الصوفي إسماعيل ببلاد العجم. العراك بين المماليك والعثمانيين الأتراك ص ٢٢٥. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ١٨٤. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٣٤٢.
(٣) عرب بني لام: من عشائر البدو التي كانت تسكن في جنوب بلاد الشام على طريق الحاج، وكانوا يغيرون على قوافل الحاج وينهبونها، وتولى نواب دمشق الإغارة عليهم مرات عديدة. مفاكهة الخلان لابن طولون ١٩٨،٣٧٠.
(٤) ابن ساعد وتخريب بلاده: وهو الأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير أبي سيف مدلل الشهير بابن ساعد الغزاوي العجلوني شيخ بلاد عجلون وكبير مشايخها. كانت عشائره تقطع طريق الحاج الشامي، إذا امتنع نائب دمشق عن دفع المنحة النقدية السنوية لها، ويقومون بنهب قوافل الحجيج. وتعرضوا لحملات نواب دمشق ولحرب بلادهم ونهبها أكثر من مرة. ولكن في عام ٩١٧ هـ جرت مصالحة بين ابن ساعد وسلطان دمشق. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٣٤٣،٣٦٠،٣٧٠.
(٥) إربد: مدينة بشرقي الأردن. انظر إعلام الورى لابن طولون: ص ١٠٣،١٢٢. ياقوت الحموي. معجم البلدان ١/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>