للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والطرقات، وصار/الماء الجاري كالعواميد البلور. وأخبرني بعض المشايخ المعمّرين، أنه من نحو مائة سنة، ما رؤي الثلج كذلك، وبالله المستعان.

وفي عاشره وصل من القاهرة، أقضى القضاة كمال الدين (١) ابن خطيب حمام (٢) الورد، وهو قاصد قاضي القضاة الشافعي شهاب الدين بن الفرفور، وعلى يده خلعة عظيمة له، ووصل أيضا منها يوم تاريخه، ابن قاضي القضاة برهان الدين ابن القطب، وأرادوا ولايته لقضا الحنفية بدمشق عوض جدّه، فرأوه ليس بأهل لذلك، فقرّروا عليه مالا كثيرا.

وفيه وصل الخبر إلى دمشق، بأن السلطان مسك جماعة من ديوان الجيش بالقاهرة، لأنهم زوّروا العلايم التي يكتب عليها المربعات (٣)، فقطع (٤) بعضهم وأكحل (٥) بعضهم، ونفى بعضهم، وأخذ منهم مالا كثيرا.

وفي يوم الاثنين ثاني عشره، لبس خلعة الاستمرار قاضي القضاة شهاب الدين ابن الفرفور، الشافعي بدمشق. وهي الخلعة التي جاءت على يد القاضي كمال الدين ابن الخطيب، وله أيضا خلعة، وركب معهما الحجاب، والقضاة، وأركان الدولة.

وكان لهما نهار مشهود، وشعّلت الأسواق بالشموع وغيرها.

[[القتال بين المماليك بدمشق]]

/ - وفي يوم الثلاثا ثالث عشره، ركب مماليك حاجب ثاني تنم، ومماليك دوادار السلطان أركماس، واقتتلوا قتالا شديدا بالعدد الكاملة، فقتل دوادار دوادار السلطان، وجرح خازنداره. فحجز الناس بين الفريقين. ثم إنّ دوادار السلطان دخل إلى القلعة، ورسّم (٦) على نفسه. فأرسل النايب وأخرجه من القلعة، ورسّم على حاجب ثاني في بيت الحاجب الكبير يونس، حتى يأتي مرسوم السلطان بما يفعل


(١) كمال الدين: هو ابن خطيب جامع الورد ونائب قاضي القضاة الشافعي بدمشق. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١١٢،١٣٣،١٦١،٣٥٤.
(٢) حمام الورد: بجوار جامع الورد أحد مساجد دمشق القديمة. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١١٢،١٣٣.
(٣) لعله أراد جداول المرتبات.
(٤) قطّع بعضهم: عقوبة جسدية يقطع فيها المعاقب بالسيف من وسطه وتسمى: التوسيط.
(٥) أكحل: عقوبة جسدية تكحل فيها عين المعاقب بسهم أو قضيب من حديد محمى في النار حتى يفقد بصره ويصبح أعمى.
(٦) رسّم: فرض على نفسه أو على غيره الحجز أو السجن.

<<  <  ج: ص:  >  >>