للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

انتسخ ذلك وأنّه كان ثبت عنده شهادة شمس الدين المصري، ورفيقه قديما الوقفية في حياة الإمام شهاب الدين والد الإمام ولي الدين، وأنّ القاضي يعطي المال لأركماس، وكلّ ذلك ترتيب شهاب الدين الحمزاوي، فهذا هو السبب في ذلك.

نقله الشيخ شمس الدين بن طولون، عبد الله. حرره مصطفى بن محب الدين الشافعي.

رجب: مستهله الأربعاء. في ثالثه، أشاع بعض الرافضة، أنّ الناس يصلون الجمعة ويسجدون، فلا يقومون. فخطبت يوم الجمعة في معنى ذلك، وأن هذا كذب وافتراء، وخاف الناس من ذلك، فظهر ولله الحمد كذبهم.

[[دوران المحمل الشامي بدمشق مع أمير الحاج سيباي]]

وفي حادي عشره أداروا المحمل الشامي بدمشق على العادة القديمة، وألبس النايب سيباي عساكره بالعدة الكاملة، وركب معه القضاة، ووصلوا معه إلى باب الجابية (١)، وحصل للناس السرور الكامل بذلك، لأنّ الحاجّ كان له ست سنوات لم يسافر من دمشق وعيّن نايب الشام سيباي لإمرة الحاج، وكان الناس في وجل كبير، لانقطاع (٢) الحاج الشامي، وبالله المستعان.

[[وصول الناصر ابن ساعد شيخ عربان عجلون إلى دمشق للتظلم والمصالحة]]

/ - وفي سادس عشره، وصل الأمير الناصري محمد (٣) بن ساعد شيخ العربان إلى دمشق، وحضر على نايب الشام سيباي، وخلع عليه وعلى جماعته. وتقدم أنّهم جرّدوا عليه تجاريد كثيرة، وقتل فيها خلايق ولم يقع له ولا لأبيه، أنّه حضر على الدولة أبدا. وسبب حضوره أنهم جرّدوا عليه، وأخربوا بلاده، وأحرقوها مرارا، ولم يقعوا به، فأخذوه بالملاطفة بعد ذلك. وحضر ولده على السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، وأعطاه الأمان له ولوالده، وأعطاه خاتم الملك ومنديل الأمان، وإن شاء يحضر على نايب الشام، وإن شاء يحضر على السلطان، فأرسل إليه نايب


(١) الجابية: هي بلدة الجابية، وتقع في إقليم الجيدور، جنوبي دمشق، من أعمال حوران، وكانت معسكرا للمسلمين عند فتح الشام سنة ١٤ هـ. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٢/ ١١٩.
(٢) كان طريق الحج الشامي ينقطع، بسبب خلافات مشايخ وزعماء البدو، مع السلطة المملوكية بدمشق على دفع الأتاوة السنوية المقررة لعشائرهم، القاطنة على امتداد طريق الحاج إلى الحجاز.
(٣) في مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٣٦٠ هو: محمد بن أبي سيف مدلل الشهير بابن ساعد، ناصر الدين، كبير مشايخ العربان من بني لام حضر إلى دمشق لمصالحة السلطة المملوكية.

<<  <  ج: ص:  >  >>