للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجيش السيد موفق الدين (١)، وقاضي القضاة المالكيّ شهاب الدين (٢) المرينيّ، ويشبك حاجب الحجّاب، ودوادار السّلطان وغيرهم وخلق لا تعد ومعهم المعلمين، وابن العطار معلّم السّلطان، وكان في زعم النّاس أن ابن العطّار هو الذي منع من أن يقطع على الجامع حتى لا تحترق داره، وبسببه حرق. فلما رآه الناس قد حضر مع النّايب، والنّاس مشغولون بشيل التراب. فكبّروا وعيّطوا، وقالوا: ما يحلّ دخول ابن العطّار الجامع وأرادوا قتله، فمنعتهم المماليك. فعند ذلك رجم العامّة النايب في الجامع، فقويت الحجارة والرّجم فاغتاظ النّايب، وأخذ طبر (٣)، وأراد ضربهم به، وضربت/المماليك ضربا مؤلما فهربت العامة. ورأى النايب رجلا روميا في الجامع، حامل طنبوره (٤)، فازداد حنقه وضربه هو والمماليك بخشب محرّق من خشب الجامع إلى أن عاين الموت، وكانت ساعة مهولة. فلمّا هربت العامّة قعد النّايب ومن معه وثمّنوا ما يحتاجه الجامع، ووقفه من الآلات وغيرها، التي يعاد بها على أحسن هيئة، فوجد ثمانية وخمسين ألف دينار وسبع ماية دينار. فأرسلوا يعلموا السّلطان بذلك حسب ما رسم.

[«ابتداء عمارة الجامع الأموي»]

رمضان: في يوم الأربعاء ثالثه، أخذ شيخ البلد (٥)، الشّيخ تقي الدين (٦) ابن قاضي عجلون الشّافعي، من التّجار ومن أهل الخير مالا وجمعه، وابتدأ بعمارة مشهد سيّدنا عروة بن الزبير (٧) ، المعروف بمشهد المؤذّنين بالجامع الأمويّ،


(١) القاضي موفق الدين: هو موفق الدين العباسي الحموي. ناظر الجيوش بالشام. انظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢٠. السخاوي. الضوء اللامع ٤/ ٤٩/٢.
(٢) شهاب الدين المريني: هو أحمد بن محمد الشهاب المريني المغربي المالكي. قاضي القضاة المالكي بدمشق. ناب عن الشهاب التلمساني في القضاء ثم استقل به، وناب في نظر البيمارستان بدمشق، وناب في القضاء بالقاهرة وله مشاركة في الفقه والعقليات. السخاوي. الضوء اللامع ٢/ ٢١٨/١.
(٣) طبر: سلاح فردي يشبه البلطة.
(٤) الطّنبور: آله موسيقية قديمة فردية، معربة عن الفارسية. لسان العرب: مادة طنبر.
(٥) شيخ البلد: أي شيخ دمشق، وهو عين أعيانها النافذ الكلمة فيها.
(٦) تقي الدين ابن قاضي عجلون: هو شيخ الإسلام بدمشق. مفاكهة الخلان ١/ ٥٤،٣٤٢. السخاوي. الضوء اللامع ١١/ ٣٨/٦.
(٧) مشهد عروة: ويعرف أيضا، بمشهد تقي الدين ابن قاضي عجلون في الجامع الأموي لأنه جدده. النعيمي، الدارس ٢/ ١٠٧،٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>