كتاب حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران

[٨٩٨ هـ - ١٤٩٢ م عام ثمانية وتسعين وثمانمئة] - [مقتل شيخ الجيدور] - ج: 1 - ص: 238

• سودون الطويل (١)، أحد المقدمين الألوف بالشام. وكان ملازما للصلاة بالجامع الأموي صايم الدهر، وكان إذا غضب على أحد من جماعته أو من الفلاحين ضربه حتى يموت، وكان شجاعا وله فضيلة، واشتغال بأصول الدين. يرحمه الله تعالى، ودفن بباب الصغير، جوار سيدنا معاوية (٢) ﵁.

[[مقتل شيخ الجيدور]]

وفي يوم الثلاثا حادي عشرينه، ضربت رقبة دياب شيخ (٣) الحارّة، وشيخ الجيدور (٤) بدمشق. وسبب ذلك أنّه عصى على نايب الشام قانصوه اليحياوي، وقتل مماليكه، وكسر عسكره مرارا. فمسكه أمير العرب (٥) جانبيه، ودخل به إلى دمشق مصلوبا، على جمل ومعه العسكر الشامي، وأركان الدولة، وكان له نهار مشهود.

/شوال: في يوم السبت عشرينه، دخل إلى دمشق قانصوه (٦) تفاح الخاصكي، وفي خدمته عشره خاصكية، متوجها إلى تهنية سلطان الشرق والعراق، السلطان رستم (٧) باك، المتولّي السلطنة عوضا عن المرحوم يعقوب باك بن حسن باك. وسبب موت يعقوب باك، أنّ صبيا من أولاد الملوك، جاء يطلب إقطاعا من السلطان يعقوب باك، فطلب منه الفاحشة (٨)، فشكاه الصبيّ إلى أم السلطان، فنهته عن ذلك، فضرب السلطان والدته، وهو سكران ثمل فقتلها. فسمع أخوه بذلك، فجاء إلى أخيه السلطان يعقوب، فضربه فقتله، فسمع العسكر بذلك، فجاؤوا إلى أخي السلطان فقتلوه، ثم اقتتلوا حتى فنيت منهم الملوك. فعند ذلك اختار العسكر، لرستم باك

---

(١) سودون الطويل: انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٢٩٦. السخاوي. الضوء اللامع ٣/ ٢٨١/٢.
(٢) معاوية: هو معاوية بن أبي سفيان الأموي. الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ٣/ ٤٣٣. أول خلفاء بني أمية في دمشق.
(٣) شيخ الحارّة: هو رئيس بلدة الحارّة الواقعة في طرف الجيدور الغربي شمالي نوى.
(٤) شيخ الجيدور: تسمى المنطقة الواقعة غربي الصنمين والشيخ مسكين بالجيدور وتمتد حتى حدود الجولان.
(٥) جانبيه: هو الأمير جانباي العدوي المرّاوي، أمير آل مرى ببلاد حوران وأمير أمراء العرب جنوبي دمشق وحوران. انظر مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٩٨،١٧٦،٣٣٣.
(٦) قانصوه تفاح: أرسله السلطان إلى رستم بن قرايلك ملك الشرق لتحسين العلاقات وتهنئته بالملك. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٢٩٥.
(٧) رستم باك: هو رستم بن قرايلك، من أولاد حسن بك الطويل صاحب العراقين وديار بكر، تولى الملك بعد يعقوب باك. بدائع الزهور لابن إياس ٣/ ٢٩٥.
(٨) اللواطة أو إتيان الذكور.