للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• حسن بن الباعوني الشافعي، أحد العدول بدمشق، .

وفي يوم الثلاثا عشرينه، ورد مرسوم السلطان الملك الأشرف قايتباي، بعزل أركماس دوادار السلطان بدمشق، وعزل تنم حاجب ثاني، وكتابة محضر، والتحرير عليهما، بسبب القضية التي تقدمت، وما جرى بينهما من القتال، ومن هو الظالم (١)، نصره الله، لقد أزال عن المسلمين غمّة، ولله الحمد على ذلك.

/وفي سابع عشرينه، وقع سيل عظيم بدمشق، حتى جرت الأزقة كالأنهار، وحصل بذلك زيادة كثيرة في الماء، وصادف ذلك آخر يوم من الحسوم (٢)، وكان رابع آذار، نسأل الله اللطف بكرمه.

جمادى الآخرة: وفي يوم الخميس خامسه، توفي الأمير تمرباي أستادار (٣) الذخيرة بدمشق ودفن بمقبرة باب الفراديس.

وفي خامسه أيضا، لبس خلعة الدوادارية للسلطان بدمشق الأمير برد بك (٤) الأشرفي، عوضا عن أركماس، وفقه الله تعالى، وأرشده للخير.

وفي خامسه أيضا، لبس خلعة إمرة الحاج الشامي، والحلبي، وأمير ميسرة بدمشق، عوضا عن برد بك المذكور، الأمير أركماس بعد عزل أركماس من دوادارية السلطان، لأنه جدّد فيها مظالم لم يجدّدها فرعون، وظلم أهل الصالحية، وأهل المزة وغيرهم، فعزله السلطان نصره الله تعالى. ولكن الله تعالى، يلطف بالحجاج لإمرته عليهم، وبالله المستعان. ولبسا الخلع في وقت واحد، وركب معهما أركان الدولة والقضاة، و صّلوا أولا أركماس إلى بيته، ثم وصّلوا برد بك إلى بيته، ومعه أيضا أركماس.

[[احتفال أهل الصالحية برفع الظلم عنهم]]

/ - وفي يوم الثلاثا عاشره، اجتمع أهل الصالحية، وصنعوا ضيافة عظيمة حضرها جمع كثيرون، وسبب ذلك أشياء منها: عزل دوادار السلطان أركماس


(١) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٥٦.
(٢) الحسوم: هي الأيام الحسوم أي المتتابعة وهي ثمانية أيام يتصل بها هطول الأمطار، وتأتي أربعة منها في شهر شباط وأربعة في أول آذار. انظر لسان العرب مادة حسم.
(٣) أستادار الذخيرة: لقب لمن يقوم على شؤون الذخائر السلطانية. معجم الألفاظ التاريخية. دهمان/ص ١٥.
(٤) برد بك الأشرفي: دوادار السلطان بدمشق. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ١٥٦،١٦٩. والضوء اللامع للسخاوي ٣/ ٤/٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>