للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصرنا نرحل من مرحلة إلى مرحلة مثل السهام. فلمّا وصل إليهم خبر توجه ركابنا الشريف على هذا الوجه، أرادوا أن يتداركوا بقاء نفوسهم، وأرواحهم، فجمعوا عساكرهم السيفية، والجلبان ومماليك الأمراء، والعربان نحو الثلاثين ألف، وجمعوا ما في القلعة المصرية، وبيوت الأمراء وثغر الإسكندرية، وسائر البلاد، والقلاع، من المكاحل والكفيّات، والبندقيّات، والسلاح، وحفروا خندقا في الرّيدانية (١)، من نهر النيل إلى الجبل، وجمعوا أخشابا وجعلوها تساتير، على الخندق، وأحضروا سهاما من الفرنج، وغيرهم وسائر آلات الحرب. هيؤوها للقائنا.

[[بدء المعركة في الريدانية]]

ووصل ركابنا الشريف، بعساكرنا المنصورة، إلى الريدانية في يوم الخميس، التاسع والعشرين من الحجة الحرام، سنة اثنتين وعشرين، وقت الغداة، فوجدناهم قد لبسوا السلاح، وتكمّلوا العدد، وتقلدوا بالعدد، وهم غارقون في الدروع والزرد، وأرادوا مقابلة عساكرنا المنصورة، التي هي أعداد الرمال، وأمثال الجبال.

فلما وقف الصفان ماج عسكرنا، كموج بحر عمان، وبقي يغلي ويضطرب. فرتبنا وزيرنا الأعظم سنان باشا، في ميمنة العسكر، ودستورنا المكرّم ومشيرنا المفخّم، نمر، وهزبر الهيجاء، يونس (٢) باشا … (٣)

[[٩٢٤ هـ - ١٥١٨ م سنة أربع وعشرين وتسعمئة:]]

/ - رمضان: مستهله الاثنين. ثاني عشره، صلّي بالجامع الأموي صلاة الغائب، على الشيخ العابد، الزاهد الناسك، المسلك، صاحب الكرامات، سيدي الشيخ:

• عبد القادر الدشطوطي (٤) بالقاهرة المحروسة. رحمة الله عليه، وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركاته. آمين.


(١) الريدانية: قرية تقع بين القاهرة وبلبيس، وكانت إحدى منازل الطريق للمسافرين من مصر إلى الشام، ومعسكر لجيوش التجاريد المملوكية. وسميت باسم ريدان الصقلي مالكها الأول، وهي قرب العباسية الحالية. النعيمي: الدارس ١/ ٢٠٩ والسلوك ١/ ١٣٦ وإعلام الورى ٢٦٩، والعراك ٥٣.
(٢) يونس باشا: نائب الشام للسلطان سليم الأول العثماني بعد الاستيلاء على الشام سنة ٩٢٢ هـ. ابن طولون. مفاكهة الخلان ٢/ ٢٩،٣٥،٦٧.
(٣) نقص في المخطوط لغاية رمضان ٩٢٤ هـ.
(٤) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ٢/ ٨٦. ابن إياس. بدائع الزهور ٥/ ٢٦٧. الكواكب السائرة للغزي ١/ ٢٤٦ - ٢٥٠، شذرات الذهب ٨/ ١٢٩،١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>