للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بلاط الأشرف، قد خلع وتوفي، والذي أخذ بعده طومان باي العادل، خلع واختفى، ورأى الآن السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري نصره الله تعالى، فخلع على القاصد المذكور، وجبر خاطره/نصره الله تعالى.

[«قتل السلطان الملك العادل طومان باي»]

وفي يوم الاثنين رابع عشره، قبل أذان الظهر جاء الخبر للأمراء، بأن العادل طومان باي في بيت جاني بك (١) الشامي، حذاء بيت تنبك قرا، فركبوا، وتوجهوا إلى هناك، فبلغه الأمر، فهرب من الأسطحة، فتبعه رزمك، خازندار جان بلاط الأشرف، فضربه ضربة أثخنه بها، ثم تكاثروا عليه وقطّعوه قطعا قطعا. وكان في هذه الليلة قد اجتمع بجمع من الأمراء ليلا، وفرق عليهم الإقطاعات، واتفقوا معه على الركوب على السلطان، فانفرد منهم الرجل الذي كان في بيته، وأخبر به فوقع ما ذكر أعلاه. وخلع الأمير قيت الرجبي، أتابك العساكر على الأمير رزمك القاتل، وعلى الأمير جاني بك الشامي، الذي أخبر به، ثم غسّل العادل وكفّن، ودفن في تربته (٢) التي أنشأها بالقرب من سبيل علاّن (٣)، وغطّي تابوته بمرقّعة (٤) ونودي: هذا الفقير إلى الله تعالى، السلطان العادل كان. يرحمه الله تعالى. وركب قدّامه الوالي، وجمع من العساكر ملبّسين خوفا من أخذه./ولما قتل قطعوا رأسه، ووضعوه على رمح، ونودي عليه: هذا جزاء من يقتل ابن أستاذه، يعني الملك الناصر محمد بن قايتباي، ويحلف الأيمان الكاذبة، ويقتل الملوك، وتأسف عليه الرعية، وبكوا عليه. وكانت مدة ولايته بالقاهرة، إلى حين اختفائه مائة يوم، رحمه الله تعالى.

وفي عشرينه، ولي الأمير أقباي اليحياوي، نيابة قلعة حلب، وولي الأمير قرقماس نيابة القدس (٥)، وكان ولي قبل ذلك مقدّم ألف بالقاهرة، ثم ولي نيابة غزة، ثم الإمرة الكبرى بالشام، ثم عزل من ذلك، وولي نيابة القدس الآن، وخلع عليه.

وفي تاسع عشريه، وصل الأمراء المنفيون في البلاد الشامية، ونزلوا بتربة


(١) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٩.
(٢) تربة العادل: بناها السلطان العادل بالقاهرة قبل مقتله. ابن أجأ، العراك بين المماليك والعثمانيين الأتراك ص ٢٨٠.
(٣) سبيل علاّن: أنشأه الأمير علان بالقاهرة. ابن إياس، بدائع الزهور ٥/ ١٤٠.
(٤) مرقّعة: قطعة قماش بالية ومرقعة لتضليل أعدائه من المماليك حتى لا يهاجموه.
(٥) أنظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>