للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قتلوه، وحصل للناس في عودهم من القابون من الخوف ما لا يمكن وصفه. ولولا أنّ الحاجب وبقية الأمراء تدرك المماليك، لنهبوا القابون الفوقاني.

/وقد شاهدت القتلى، كالغنم بمدرسة الأمينية (١)، على باب الجامع الأموي.

وضبطت القتلى فزادت على الماية.

فانظر يا أخي هذه المصيبة العظيمة، التي لم يقع لها نظير. فلا حول ولا قوة إلا بالله. وقد أرسل الأمراء للسلطان بسبب ذلك، وما فعلته بدمشق مماليك النايب، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

[[مظالم المماليك لأهل حلب]]

وفي يوم الأحد رابعه، وقع في حلب أنّ نايبها الجديد المتقدم ذكره، ولّى عليهم رجلا يسمّى محمد بن الحرمشي استادارا، فظلم الرّعية، فاتّفق عليه جماعة، ودخلوا شكاة إلى دار النيابة، فرأوا ظلمه ونحسه، فضربوه بالسلاح فقتلوه، وكان النايب غايبا. فلما حضر ركب العسكر بالسلاح الكامل، وأخربوا حارة الحوارنة (٢)، وأحرقوها، ونهبوها، وقتلوا منهم خلايق، نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

وفي يوم الاثنين ثاني عشره، توفي شرف الدين.

• موسى (٣) التاجر بالدهشة (٤) الشهير بالمكفناتي، ودفن بمقبرة باب الفراديس، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الاثنين سادس عشريه، ورد مرسوم السلطان الملك الأشرف قايتباي، على نايب الشام قانصوه اليحياوي، أنّه يساعد هو وأمراء الشام، لأمير الحاج أركماس بأربعة آلاف دينار، وتفرض عليهم على قدر/مراتبهم. فلم يوافقوا على ذلك، وراجعوا السلطان، وهم في انتظار الجواب.


(١) المدرسة الأمينية: هي إحدى مدارس الشافعية تقابل باب الزيادة في الجامع الأموي، في حارة العقاب بظهر سوق السلاح، أنشأها أمين الدولة سنة ٥٢٤ هـ ووقف عليها سوق السلاح وقيسارية القواسين وهي الآن في جانب سوق الحرير القبلي. منادمة الأطلال ص ٨٦.
(٢) حارة الحوارنة: محلة في مدينة حلب.
(٣) شرف الدين موسى (المكفناتي): هو شرف الدين موسى بن محمد - التاجر المكفناتي. انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١١٧.
(٤) الدهشة: قيسارية تجارية تسمى قيسارية الدهشة وهي بدمشق. انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان /١ ٢٣. وتاريخ ابن قاضي شهبة ١/ ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>