للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونصر الفرنج على المسلمين، فقتلوا من المسلمين خلايق، وأخذوا ما معهم.

وسبب ذلك أن جماعة سلطان مصر، أرادوا أن يختصّوا بالغنائم، ولا يعطوا لأحد منها شيئا. فلما بلغ ذلك سلطان مصر أعدّ لهم مراكب، وعدد وأرسل شرف الدين يونس المذكور، لبلاد الروم ليحضر لهم أخشابا، لأجل عمل المراكب، وليخبر السلطان ابن عثمان سلطان الروم ليساعد على ذلك. والله تعالى ينصر عساكر المسلمين بمنّه وكرمه.

[[تجريدة نايب الشام سيباي على عرب آل فضل]]

وفي يوم السبت سابع عشريه، وصل مرسوم الإعلام، بولاية قاضي القضاة، ولي الدين بن الفرفور الشافعي، وفوض للشيخ سراج الدين بن الصيرفي (١)، العرض، والتقرير، والخطابة، وفوض للقاضي برهان الدين إبراهيم الصّلتي، الشافعي، نيابة الحكم فقط، ولم يفوض لغيره من النياب. وكان نايب الشام مسافرا في تجريدة العرب. وذكر أنه قتل من آل فضل (٢)، ومن كبراء العرب، خلايق لا تعدّ ولا تحصى، وظفر بغنائم، وأخذ منهم ثلاثة آلاف جمل، أرسل للسلطان ألفين، وفرّق الباقي، ثم أرسل إليّ الشيخ سراج الصيرفي، يسألني في الخطابة هو وجمع من الأعيان، فأجبتهم حياء منهم. وبالله المستعان، وعليه التكلان.

وفيه تولى قضاء مصر الشافعية، بدر الدين المكيني عوضا عن الشيخ كمال الدين الطويل (٣).

٩١٦ هـ - ١٥١٠ م عام ست عشرة وتسعمئة:

استهلت وسلطان مصر والشام، والحجاز، الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري، وهو السادس والأربعون من ملوك الترك، وأولادهم بالديار المصرية، والعشرون من الجراكسة، وأمير كبير الأمير قرقماس، والوزير تغري برمش، والأستادار يوسف البدري، والدوادار الكبير طومان باي، وأمير سلاح دولات باي، أخو السلطان الملك العادل، وحاجب الحجاب أنس باي، وأمير


(١) سراج الدين الصيرفي: كان خطيبا في الجامع الأموي، ونائبا لقاضي القضاة الشافعي، ومدرسا بالشاميّة البرانية. ابن طولون مفاكهة الخلان ١/ ٣١،١١٥،٢٢٠،٣٣٨.
(٢) آل فضل: عشائر بدوية مضاربها في بادية حمص والجزيرة. مفاكهة الخلان لابن طولون:١/ ٣٣٩.
(٣) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>