للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حارة السّامرة بنسائه وأولاده الصغار. والله الموفق.

رمضان: وفي أول النهار يوم الجمعة ثانيه توفي:

• أخو دوادار السلطان، الذي حضر من القاهرة، لأجل طلب دم أخيه/الذي ادّعى أنّه قتله تنم حاجب ثاني، في المعركة التي تقدم ذكرها قبل ذلك.

[[قضية الشيخ مبارك القابوني ونبح الناس بدمشق والقابون]]

وفي آخر نهار الجمعة المذكور، عدا أركماس دوادار السلطان، على الشيخ مبارك (١) القابوني، فمسكه وأرسله إلى نايب الشام قانصوه اليحياوي. وهذا الشيخ مبارك، هو الذي كان في الفطر بكسّر الخمّارات، ويشقّ ضروف الخمّارين، وله معهم وقعات متقدمة، والنايب والأتراك في قلبهم منه بسبب ذلك. فلما حضر عند النايب الشيخ مبارك، أمر بضربه فضرب ضربا مبرحا، ومعه رجل من فقرائه، فضرب بالمقارع، ووضعا في الحديد، وأرسلا إلى حبس (٢) باب البريد، فضاجت الناس، وجاء شيخ الإسلام تقي الدين ابن قاضي عجلون الشافعي، ومعه جماعة من العلماء، إلى قاضي القضاة الشافعي شهاب الدين بن الفرفور، وقالوا له: رجل يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، يضرب في هذا الشهر الشريف ظلما من غير سبب، وسألوه في خلاصه، فركب قاضي القضاة الشافعي إلى النايب، وغوّش عليه تغويشا بليغا، وهدّده. فعند ذلك أمر النايب بإحضاره من الحبس، وأطلقه، ولم يطلق فقير /الشيخ مبارك. ففرح الناس بذلك فرحا شديدا، وخرج الشيخ مبارك من دار النايب، ومعه نحو ألفي نفر بتهليل وتكبير، وذكر وبكاء، ثم توجّه إلى داره.

وكان ذلك عند غروب الشّمس، فذهب كل أحد إلى منزله (٣).

ثم في يوم السبت ثالثه، اجتمع الناس إلى السلام على الشيخ مبارك، وتهنيته بالسّلامة، ثم حضر من القابون التحتاني إلى بيت قاضي القضاة الشافعي، ومعه


(١) الشيخ مبارك القابوني: انظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ٢/ ٢٨، وابن العماد: شذرات ٨/ ٢٥٩ هو مبارك بن عبد الله الحبشي الدمشقي القابوني الزاهد الصوفي. كانت له زاوية بالقرب من القابون التحتاني. حبسه نائب دمشق لأنه كان يرصد الطريق ليريق الخمور من حاملها. فأخرجه أتباعه بالقوة من سجنه ومات بدمشق ودفن بتربة القابون التحتاني.
(٢) حبس باب البريد: هو حبس الدم عند باب البريد المجاور للجامع الأموي. ابن العماد، شذرات الذهب ٨/ ٢٥٩.
(٣) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>