للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومكث نايب القلعة، ثلاثة أيام لأنّه جاءته الخلعة، وهو ضعيف، ولم يلبسها/، ولم يتهنّ بها.

وفي يوم الأربعاء تاسع عشره، هبت ريح عاصفة بدمشق، فقلعت بعض أشجارها، وهدمت من بيوتها، وكان حاجب ثاني الأمير تنم (١)، يقسم في داريّا (٢)، فخلط الهواء القمح والشعير والتبن، ثم حمله وذرّاه في الجو، فلما سكن الهواء لم يوجد فيها شيء من المغلّ (٣)، إلاّ ما قلّ، وكان ذلك من الأهوال. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الأربعا سادس عشريه، توفي الشيخ.

• برهان البصروي الشاهد، مقتولا، .

[[ظلم المتصوفة بالصالحية]]

صفر الخير: وفي يوم الخميس ثاني عشره، وقع فتنة بين الفقراء (٤)، ودوادار السلطان أركماس، لأنّه مسك جماعة من مدرسة أبي عمر بالصالحية، ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فضربهم وحبسهم، فاجتمعوا بالجامع الأموي، وغلّقوا بابه، ومنعوا المؤذنين أن يصعدوا على المادنة، وأذّنوا في صحن الجامع الظهر والعصر، وكانت فتنة عظيمة (٥)، نعوذ بالله من الفتن.

وقد جدّد الدوادار المذكور في هذا الشهر، عمارة بدمشق بمرج سيدي/ الدحداح (٦)، جوار الجبانة المعروفة بجبانة (٧) باب الفراديس، هدم القبور وغصب بيوتا كثيرة، وفكّها بغير إذن مالكيها، وأخذ الحمّامين الملاصقين لذلك، والخان


(١) الأمير تنم: نائب الحاجب الثاني بدمشق، ثم صار الحاجب فيما بعد ومات قتلا. ابن طولون مفاكهة الخلان ١/ ١٢٣،١٨٤.
(٢) داريّا: هي قرية داريا جنوبي غرب دمشق. مفاكهة الخلان ١/ ٤٢،٢٢٠.
(٣) المغل: الغلال من المحاصيل والحبوب بأنواعها.
(٤) الفقراء: ويقصد بهم المتصوفة.
(٥) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٥٣،١٥٤.
(٦) مرج الدحداح: يقع بدمشق شمال باب الفراديس، وحاليا على شارع بغداد. وتقوم عليه اليوم مقبرة الداحداح. ابن طولون: مفاكهة الخلان ٢/ ١١٩. والنعيمي: الدارس ١/ ١٩،٤٦٠،٤٦١.
(٧) جبانة باب الفراديس: هي مقبرة باب الفراديس بدمشق. مفاكهة الخلان ١/ ٤٧،٥٧. والنعيمي: الدارس ١/ ٣٣،١٨٢،٣٣٢ و ٢/ ١٨،١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>