للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يطلع لهم. وممن قتل في هذا اليوم، من أعيان الأمراء الأمير

• قنبك (١)، الذي كان نايب سكندرية لما تسحب مع الأمير أقبردي، وهو الآن رأس نوبة النوب بالقاهرة، وحضر مع العسكر الشامي لمنيته، يرحمه الله تعالى.

وفي يوم الخميس سادس عشره استمر الحرب بينهم، وممن قتل في هذا/اليوم الأمير:

• قلج دوادار الأمير قانصوه الغوري، الذي هو الآن دوادار السلطان الكبير، ووزير واستادار. ونزل من القلعة جمع من مماليك السلطان الأشرف طايعين (٢).

وفي يوم الجمعة سابع عشره، استمر الحرب بينهم، كما تقدم، واشتد وتزايد، وركب السلطان الملك العادل طومان باي من بيت الأمير تنبك قرا، إلى جامع الشيخونية (٣)، وصلّى فيه الجمعة، ومشى الأمراء كلّهم بين يديه، من البيت المذكور إلى الجامع المذكور، وكان له نهار مشهود ثم عادوا بعد صلاة الجمعة إلى الحرب.

[«جلوس السلطان الملك العادل على التخت وخلع الأشرف جان بلاط»]

وفي يوم السبت ثامن عشره، قوي الحرب بينهم، ومسكوا الطّرقات على أهل القلعة، ولم يمكّنوا أحدا يطلع إليهم بأكل، ومن مسكوه أحضروه للسلطان، فيأمر بقطع أنفه، وأذنه، ويشهره. فامتنع الناس من الطلوع إليهم. فضاق على أهل القلعة الحال، فنزل منهم جمع من المماليك، والأمراء الصغار، وعملوا مكاحل كبارا، والآلات، ومناجنيق (٤)، وكفيات (٥)، والمشدّ (٦) على ذلك والمهيئ له قصروه، الذي كان نايب الشام، وهو الآن عيّن للإمرة الكبرى بالقاهرة، ولبسها بالشام.


(١) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ١٨٩. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٥٩.
(٢) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٦١.
(٣) جامع الشيخونية بجانب الخانقاه الشيخونية بالقاهرة. النجوم الزاهرة ١٥/ ١٢١،١٣٣.
(٤) مجانيق: جمع منجنيق وهو من أسلحة الحصار التي تقذف الحجارة والمواد المشتعلة على العدو. صبح الأعشى ٢/ ١٤٣، أبو الفداء المختصر ٤/ ٢٥،٢٦.
(٥) انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي ص ١٣٠.
(٦) المشدّ: هو رئيس الجند الذي يشدّ همتهم وعزمهم على العمل والقتال، وتشمل رئيس الورشة أو الديوان الذي يراقب العمل ويحثّ الموظفين على النشاط ويلاحق دفع الضرائب. وتطلق في مصر أيضا على المسؤول عن نقل الأوامر من السلطان والأمير إلى رؤساء القرى وتسمى هذه الوظيفة الشّادية. دهمان: معجم الألفاظ التاريخية ص ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>