للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عجلون (١)، الشافعي، وهرع الناس للسلام عليه.

وفي ثامن عشره، ولي القاضي شمس الدين ابن مزاحم (٢)، نظر البيمارستان المنصوري بالقاهرة. وولي سيدي علاء الدين، علي ابن الإمام، وكالة السلطان، زيادة على وظيفة نظر الخواص بالقاهرة.

وفي يوم الجمعة بعد الصلاة، ختم البخاري بالقلعة، وحضره القضاة، خلا الشافعي، لضعف/عرض له في عينه.

[«هرب السلطان الملك العادل طومان باي وتولية الأشرف قانصوه الغوري»]

وفي يوم الأحد، ختام شهر رمضان، بلغ العسكر السلطاني والأمراء، أنّ السلطان العادل، عزم على مسك جماعة يوم العيد، منهم الأمير قيت الرجبي أمير سلاح، والأمير قانصوه الغوري الدوادار الكبير، والأمير اصطمر حاجب الحجاب بالقاهرة وغيرهم، فاجتمعوا وتشاوروا فيما بينهم مع الجماعة الغايبين، كالأمير مسرباي الدوادار الكبير كان، وخشكلدي البيسقي رأس نوبة النوب كان، وجمع كثير فاتفق رأيهم على الركوب على العادل. فنخّوا (٣) بعضهم بعضا، وركبوا ليلا، وداروا على بقية الأمراء، وأصبحوا يوم تاريخه، وهم راكبون بالسلاح الكامل، واجتمعوا بكرة النهار في اليزبكية، ثم ركبوا دفعة واحدة إلى الرميلة. فنزل لهم فرقة من جماعة العادل، ومعهم قرقماس المحتسب الأعور المقري (٤)، وجمع من مماليك العادل، فتواقعوا إلى قريب الزوال، وهم مفطرون، فجرح المحتسب، ووقع عن فرسه فهرب، ومن معه إلى القلعة. ثم توجه العسكر التحتاني، والأمراء إلى بيت الأمير قانصوه خمسمائة/وأقاموا به إلى الليل.

فخامر الأمراء الذين بالقلعة، ونزلوا كلهم إلى (التّحاتة) حتى مماليك العادل، ولم يبق عنده إلا القليل من مماليكه، فلما رأى العادل الأمراء، والمماليك خامروا


(١) تقي الدين ابن قاضي عجلون الشافعي: هو شيخ الإسلام قاضي قضاة الشافعية بدمشق. الغزي. الكواكب السائرة ١/ ١١٤. السخاوي. الضوء اللامع ١١/ ٣٨/٦.
(٢) شمس الدين ابن مزاحم: تولى نظر البيمارستان المنصوري ونظر الأسطبل السلطاني. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٤٦. السخاوي. الضوء اللامع ٨/ ٤٧/٤.
(٣) نخّوا: من النّخوة: وهي الكبر والعظمة، وانتخى القوم: افتخروا وتعظّموا.
(٤) قرقماس المحتسب الأعور المقري: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٧٦،٤/ ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>