للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الإفرنج يسرقون مال وجواري القاضي الشافعي بدمشق]]

وفي أواخر هذا الشهر المبارك، وقعت قضية مهولة. وهو أن جماعة من الإفرنج والمماليك، عدوا ليلا إلى بيت قاضي القضاة، شمس الدين بن المزلق الشافعي، ودخلوا إلى حاصله (١)، وأخذوا منه أربعة آلاف دينار، وذلك بمواطأة جواريه البيض، وذهبوا إلى بيوت الفرنج بالجواري والذهب. فأصبح قاضي القضاة، فوجد الأمر كما ذكر، فحرّر على ذلك، فوجد الجواري مخلوسين (٢)، عند قسيس الإفرنج، فمسك وضرب بالمقارع عند دوادار نايب الشام الأمير جندر (٣)، فأقر على جماعة من الإفرنج. فمسكوا ووضعوا في السجن، حتى يرد مرسوم السلطان بما يعتمد عليه، وعاد إلى قاضي القضاة غالب الذهب والجواري/وضربهم إلى أن مات بعضهم من الضرب.

القعدة: وفي يوم الجمعة ثاني عشرينه، توفي الشيخ:

• زين الدين عبد الرزاق ابن الشيخ العلاّمة برهان الدين الزرعي، رحمه الله تعالى.

وفي العشر الأخير منه، توفي سيدي:

• إبراهيم ابن الشيخ زين الدين عبد الرزاق ابن الشيخ العلاّمة برهان الدين الزرعي، المذكور أعلاه. وكان شابا ظريفا، مات شهيدا بالطاعون، رحمه الله تعالى.

[[كوارث طبيعية في دمشق]]

الحجة: وفي سادس عشره، جاءت زيادة في الأنهر بدمشق، وحملت الزيادة سمكا كثيرا، وأصبح أهل الصالحية بدمشق يفرّقونه على الناس. وأبيع الرّطل بدرهم من كثرته، واستغرب الناس هذه الزيادة، لأنها جاءت في أواخر الصيف، وذكر أنّ سببها أنّه وقع برد في بلاد (٤) الزبداني وغيره، زنة الواحدة أوقية ونصف بالشامي.

وقد وقع في هذا العام المبارك أمور منها: الوباء المتقدم ذكره، ومنها الهواء الذي كسّر الأشجار، وأخرب البيوت العامرة، المتقدم ذكره أيضا، ومنها هذه الزيادة في


(١) حاصل: مخزن الغلال والمال.
(٢) مخلوسين: من خلس الشيء: استلبه وسرقه.
(٣) الأمير جندر: هو جاني بك الطويل المعروف باسم جندر. الدوادار الكبير بدمشق. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٩٣،١٠٠.
(٤) بلاد الزبداني: تقع غربي دمشق على بعد ٥٠ كم منها. انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ١ - ٢/ ١٥١. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٦،٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>