للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

/ربيع الأول: مستهله الجمعة. رابع الشهر المذكور، وضع قاضي القضاة شرف الدين بن مفلح بالسجن، بسبب المال المترتب على وظيفة القضاة، ومكث أياما، ثم أخرج.

[[غلاء أسعار الحبوب والغذاء بدمشق]]

وفيه تزايد الغلاء (١) بدمشق، وسبب ذلك كثرة العساكر، حتى أنّه أبيع رطل اللّحم بستة عشر درهما، مع قلة وجوده، والأرزّ الرطل باثني عشر درهما، والسمن بأربعين درهما، والزيت الرطل بأربع وعشرين، والسّيرج كذلك، ووصلت الغرارة القمح إلى ثمانية عشر دينارا، ولم يوجد. وغلت الأسعار، وتزايدت، وحصل على المسلمين مشقة زائدة، وتفصيل غلو الأسعار يطول شرحه، وبالله المستعان.

وفي أوائل الشهر المذكور، توفي قاضي القضاة.

• صلاح الدين بن (٢) ظهيرة، قاضي مكة المشرفة الشافعي، ودفن بها رحمه الله تعالى.

/ربيع الآخر: مستهله الأحد. رابعه، توفي الشيخ زين الدين.

• محمد بن (٣) بركات ابن القاضي أبي اليمن عبد الله ابن القاضي زين الدين ابن قاضي عجلون.

ثامنه، توفي القاضي محبّ الدين:

• عبد الرحمن (٤) الدسوقي، أحد نياب قاضي القضاة الشافعي بدمشق، رحمه الله تعالى، ودفن بالمكان تجاه قبة القلندرية (٥)، بجبانة باب الصغير.


(١) لما دخلت العساكر العثمانية دمشق مع السلطان سليمان خان أغاروا على المدينة وغوطتها فنهبوا كل شيء وصلت إليه أيديهم وأخرجوا الناس من بيوتهم، حتى سافر من له قدرة على السفر من أهل دمشق، ولم يوقر الجند كبيرا ولا صغيرا. وفرضت الأموال على الناس، فصاروا في شدة وغلت الأسعار وتزايدت. العراك بين المماليك والعثمانيين الأتراك لابن أجأ ص ٢٦٧،٢٦٨.
(٢) انظر: الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٩. والسخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٢٩٩/٤. واسمه الكامل: محمد بن محمد بن إبراهيم بن علي بن أبي البركات محمد صلاح الدين أبو المحاسن ابن الجمال أبي السعود بن البرهان بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي. ولد سنة ٨٨٠ بمكة وتعلم علوم عصره وبرع في الفقه، ومارس الخطابة والقضاء.
(٣) انظر: ابن العماد: شذرات الذهب ٨/ ٣٠٧.
(٤) انظر: ابن العماد: شذرات الذهب ٨/ ١٥٢.
(٥) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>