للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ركب هو والعساكر إليهم، فتواقع (١) العسكران، واقتتلوا وكسر عسكر جان بردي، وقتل جميع عسكره، حتى جميع المشاة، وأهل الحارات، ولم يخلص من ذلك إلا ما قلّ (٢)، وذكروا أنّ عدة القتلى نحو سبعة آلاف (٣). ثم إنّ عسكر السلطان ابن عثمان، دخل إلى دمشق على حميّة على إثرهم، فوجدوا أبواب البلد مفتحة، ولم يقف أحد في وجههم. وطلع إليهم نايب القلعة، الأمير (٤) إسماعيل بن الأكرم، مع مفاتيح القلعة وسلمهم إياها. ثم إنّهم دخلوا إلى البلد، ونهبوا قماش الناس، وحوائجهم، ونهبوا دكاكين السّوقة/ولم يخلّوا لأحد شيئا في الدكاكين، حتى أخذوا القطارميز (٥)، ونهبوا البيوت، والضياع، ولم يسلم أحد منهم إلا ما قلّ، وارتجّت دمشق رجّة عظيمة، أعظم من وقعة تمرلنك (٦)، وأخذوا من دمشق حريم كثير، وأولاد وعبيد (٧). ولم يخلّوا فيها لأحد فرس، ولا بغل (٨)، والله تعالى هو اللطيف بعباده.

وفي يوم الجمعة، صلى الباش، والعساكر بالجامع الأموي، وخطبوا باسم السلطان سليمان (٩) خان بن سليم خان بن عثمان، وكان ذلك ختام صفر المذكور، والله تعالى يختم بخير، ويحسن العاقبة في خير، إنه على كلّ شيء قدير، آمين، بمنه وكرمه.


(١) انظر: خبر المعركة بين جان بردي الغزالي، والجيش العثماني بأرض النور شرقي برزة في: ابن أجأ: العراك ص ٣٠٩. الغزي. الكواكب السائرة ١/ ١٦٨. ابن إياس. بدائع الزهور ٥/ ٣٨٢،٤٢٣.
(٢) الغزي. الكواكب السائرة ١/ ١٧٠.
(٣) الغزي. الكواكب السائرة ١/ ١٧٠. ابن كنان. حدائق الياسمين ٢٣٦.
(٤) الأمير إسماعيل ابن الأكرم: نائب قلعة دمشق المعزول، سلّم القلعة إلى النائب العثماني الجديد أحمد قصاب. مفاكهة الخلان لابن طولون ٢/ ٢٨،٩٢.
(٥) القطارميز: وهي الأوعية الزجاجية التي يستخدمها أصحاب الدكاكين في حفظ أشيائهم والحلوى وغير ذلك.
(٦) استولى تيمور لنك المغولي على دمشق سنة ٨٠٣ هـ وغادرها في شهر شعبان من العام نفسه بعد أن خربها وقتل أهلها. تاريخ البصروي ص ٣٢.
(٧) انظر خبر استباحة دمشق في: ابن أجأ، العراك ص ٣١٠.
(٨) بعد هزيمة المماليك وأهل دمشق وعربان ابن الحنش شرقي برزة أمام الجيش العثماني، نهب العساكر القرى، والحارات، وأخذوا نساء وأولادا وحتى الماشية والخيول وأنواع الحيوانات ثم نهبوها. إعلام الورى لابن طولون ص ٢٥٢.
(٩) سليمان بن سليم بن بايزيد، الملقب بالقانوني، خلف والده بعد وفاته سنة ٩٢٦ هـ. بنى كثيرا من المدارس والمساجد ومنها التكية السليمانية بدمشق، وقد بنيت بموضع القصر الأبلق بدمشق بالوادي الأخضر سنة ٩٦٢ هـ. الغزي: الكواكب السائرة ٣/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>