للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر السهيلي في «الروض» أن إبراهيم ، بنى الكعبة من خمسة جبال كانت الملايكة تأتيه بالحجارة منها، وهي طورتينا وطورسينا، الذين بالشام، والجودي، وهو بالجزيرة، ولبنان وحراء، وهما معروفان، والحكمة في بنيانه من خمسة جبال أنه قبلة للصلوات الخمس وعمود الإسلام. وقد بني على خمس. وهذه فايدة مهمة فتنبّه لها.

وحدّث في «نزهة الناظرين»: أن رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم قال: «إن الله ﷿ قد وعد هذا البيت أن يحجه في كل سنة ستماية ألف، فإن نقصوا كمّلهم الله ﷿ بالملايكة، وأن الكعبة تحسر كالعروس المزفوفة، وكل من أحجها متعلق/بأستارها يسعون حولها حتى تدخل الجنة، فيدخلون معها».

وروينا أن الحجر الأسود يبعث يوم القيامة وله لسان ينطق، يشهد لمن استلمه بحق. انتهى.

قلت: وإنما ذكرت هذه الجملة المعترضة لتتسلى يا أخي بما وقع للحاج في هذا العام من الأهوال. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم في يوم الاثنين خامسه وصل أمير الحاج، ودخل ليلا خوفا من العامة، ودخل معه سبعة نساء وثمانية رجال. قابله الله تعالى، ثم وصل بعده قاضي القضاة شمس الدين بن المزلق هو ونساءه، وقد اشترى نفسه من العرب بسبع ماية دينار.

ووصل أيضا الخواجه علي بن عيسى القاري، والخواجا ابن سليمان، والخواجا إبراهيم بن الزمن، والخواجا بن النيربي، وبعض أناس معهم، وقد نهبت أموالهم وجمالهم وما معهم من القماش والتجارة والأمتعة. وذكروا أن بقية الحاج فرقة في الكرك، وفرقة في البرية، وفرقة في الأسر، وفرقة ضعفا (١) في البرية من الجوع والعطش، ومنهم من ترك أولاده ونجا بنفسه، ومنهم من ترك زوجته، ومنهم من مات قهرا.

[[عودة فلول الحاج الشامي إلى دمشق]]

/ - وفي سابعه، وصل جماعة يسيرة عراة ضعفاء، وأخبروا أنّ الرجال، والنساء، والأولاد، مطرّحون (٢) أمواتا، من الحسى إلى دمشق، وأنّ غالب النّسا الحسان (٣)،


(١) أي مرضى، وهزلى.
(٢) مطرّحون: من طرح الشيء، أي رماه وألقاه أرضا.
(٣) الحسان: الجميلات.

<<  <  ج: ص:  >  >>