للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نجم الدين بن مفلح الحنبلي، وقرئ توقيعه بالجامع الأموي، ووقع له حكاية مع النايب.

وفي تاسعه عرضت العساكر الشاميّة جميعها ملبّسة بالعدة الكاملة من بيوتها، إلى مسطبة (١) السّلطان، وذلك لأجل غيبة السلطان في الحجاز الشريف، إقامة لناموس الملك، وكان نهارا مشهودا.

/وفي رابع عشرينه، ابتدئ بعمارة سقف داخل الجامع الأمويّ من مال السلطان - نصره الله تعالى - المتقدم ذكره. والمشدّ (٢) على العمارة، الأمير يشبك الحاجب الثاني، من قبل ملك الأمراء، وشهود العمارة، الشيخ زين الدين (٣) ابن الجاموس الأسديّ، ورفيقه الشّيخ نور الدين الجبصيني. ثم بعد ذلك بأشهر انتقض هذا الأمر، وجعل السّلطان أمينا على المصروف، أيدكي نقيب القلعة، فغيّر نقيب القلعة الشّهود المذكورين أعلاه، وهم ليس لهم نظير في الدّين والضّبط، وأقام برهان الدين البصرويّ، ومنصور الأسلميّ، شهودا للعمارة. واستمرّ الأمير يشبك، مع نقيب القلعة على عمارة الجامع الأمويّ.

٨٨٥ هـ - ١٤٨٠ م عام خمس وثمانين وثمانمئة:

المحرم: في يوم الأربعا ثالثه، توفي الشّيخ العلاّمة أقضى القضاة، زين الدين:

• عبد الرحمن (٤) بن أحمد الزرعي. وكان ديّنا صالحا عفيفا، ودفن بمقبرة باب الفراديس، رحمه الله تعالى.


(١) مسطبة السلطان: كانت دولة المماليك تعنى بالأمور الشكلية بهدف إظهار هيبة الدولة وسطوتها أمام أهل البلد وأمام الأجانب، لإقناعهم بعظمة السلطنة. لذلك اهتمت الدولة المملوكية بالمواكب العسكرية والعرض. فأنشأت عند مدخل دمشق الجنوبي من جهة قرية القدم، قبة سميت قبة النصر وقبة يلبغا، وكان الطريق إلى بيت الله الحرام يمر عبرها (بوابة الله) وطريق فلسطين والأردن وحوران، والطريق إلى القاهرة منها. والطريق الآخر إلى دمشق من الشمال ويؤدي إلى حمص وحلب والجزيرة قد أقيمت في مدخله مسطبة عظيمة تقع بين القابون وبرزة، وكان القواد والملوك والنواب والسلاطين ينزلونها إذا قدموا من حلب وتخرج جيوش دمشق إليها لاستقبال الضيوف ومواكبتهم إلى دمشق بموكب حافل. وكان على المسطبة قصر كبير تهدم وحوله شرفة يصعد إليها في نيف وعشرين درجة من جهاتها الأربع. إعلام الورى ص ٦٥.
(٢) مشد العمارة: شاد العمارة وهو الذي يتحدث في عمارة منشآت الدولة الهامة.
(٣) زين الدين بن الجاموس الأسدي: هو عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد الأسدي زين الدين الشهير بابن الجاموس - عين الموقعين بدمشق. توفي سنة ٨٨٧. ابن طولون مفاكهة الخلان ١/ ٥٥.
(٤) نائب قاضي القضاة الحنفي بدمشق. كان مهتما بالحديث، والفقه، ولازم الكمال بن أبي شريف، ومات قبل كهولته. انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٥. السخاوي. الضوء اللامع ٤/ ٥٥/٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>