للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الماذنة ليلا في رمضان/وإذا بصاعقة وقعت، فاحترق الرجل المذكور، الذي رأى المنام، واحترق الحرم النبوي بأجمعه، ولم يسلم منه شيء، إلاّ قبة (١) الزّيت، والضّريح الشّريف، وما لاصقه لا غير. ثم أخبر الثّقات منهم، أن شخصا رأى النبي في النوم، وهو يقول: يا فلان أراد الله وقوع البلاء بأمتي فتلقيته بنفسي عنهم. أو كما قال. وقيل: إنّ المؤذّن هو الذي رأى المنام. وذكر بعضهم أن الأماكن الملاصقة للحرم الشريف، لم يحترق منها شيء، حتى أنّ بعضهم ذكر أنّ طيورا كانت تردّ النار. وكتب بذلك محضر بالمشاهدة، فانظر يا أخي هذه المصائب، فإنّا لله، وإنّا إليه راجعون. اللهم صلّ على هذا النبي العظيم، الذي يتلقى الأذى عنّا بنفسه الشريفة الزكية، المطهرة، جزاه الله عنّا خيرا، وشفّعه فينا، فإنه الشّفيع في العصاة، ونحن منهم. اللهم صلّ عليه، كلما ذكره الذّاكرون، وكلما غفل عن ذكره الغافلون. يسّر الله عمارته قريبا، إن شاء الله تعالى من مال حلال. وذكر أنهم شرعوا في تعزيله، قبل/دخول الحاج. وأنّ المراسيم الشّريفة وردت بعمارته، وأن يكون المشدّ خير بك حديد، الذي كان محبوسا بقلعة دمشق، فأبى وقال: هذا عمارته طويلة، واستمر منفيا في مكّة، فواحزناه عليه، فإن امتناعه من الوقوف على عمارة الحرم الشريف، يدل على سوء طويته، والله يعلم المفسد من المصلح، وسيأتي الكلام على ذلك عند تتمة عمارته، إن شاء الله تعالى (٢).

وفي يوم تاريخه، أطلق السيد إبراهيم نقيب السادة الأشراف من الترسيم.

وأصلح بينه وبين ابن شكر، بسبب قضية العبد المتقدم ذكرها، بمائتي أشرفي.

صفر: وفي يوم الخميس خامس عشره، دخل إلى دمشق قاضي القضاة عماد الدين (٣) الحنفي، وقرأ توقيعه على الكرسيّ بالجامع الأمويّ، نايبه في الحكم القاضي شمس الدين (٤) الحلبي. وهذه لم تكن العادة بأن نايبه يقرأ التوقيع.

[«عودة السلطان جمجمة لدمشق من الحج»]

وفي يوم الأربعاء ثامن عشرينه، دخل إلى دمشق السلطان الجمجمة ابن عثمان، وقد حصل له من السلطان الملك الأشرف قايتباي، غاية الإكرام، وجهزه


(١) قبة الزيت: وهي بالحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٥٢.
(٢) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٥٣.
(٣) عماد الدين الحنفي: هو عماد الدين إسماعيل الناصري الحنفي قاضي القضاة. مفاكهة الخلان ١/ ٥٣.
(٤) شمس الدين الحلبي: نائب قاضي القضاة الحنفي في دمشق. مفاكهة الخلان ١/ ٥٣، والضوء اللامع /٤ ٧/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>