للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجب: وفي يوم الخميس ثاني عشرينه، وصل قاضي القضاة، شهاب الدين أحمد بن الفرفور من القاهرة، ونزل القبة وهرع إليه الناس، ثم لبس الطّرحة والتشريف، من القبة لأنه لم يكن بالبلد نايب الغيبة الأمير أزبك الدوادار الكبير، عن ملك الأمراء قجماس. وركب معه القضاة الثلاث وهم: قاضي القضاة عماد الدين بن إسماعيل الحنفي، وقاضي القضاة شهاب الدين أحمد المريني (١) المالكي، وقاضي القضاة نجم الدين عمر بن مفلح الحنبلي، والعلماء والفقهاء، وبقية أركان الدولة وغيرهم، ودخل الجامع الأموي وقرأ توقيعه، الشيخ العلاّمة أقضى القضاة، سراج الدين عمر بن الصيرفي الشافعي، لأنه قبل ذلك قرأ توقيع قاضي القضاة، شمس الدين بن المزلق الشافعي كما تقدم، ثم خلع على القارئ المذكور صوف/بفرو سمور بمقلب، ووصل الناس معه إلى البيت، وشعّلت له الأسواق وزيّنت، وكان له موكب عظيم.

[[إثارة الفتنة بين أهل دمشق]]

شعبان: في يوم الأحد ثالثه وقع مقتلة عظيمة بين الشواغرة (٢)، والحصوية (٣)، وقتل من كل من الفريقين جماعة، وقفلت الأسواق، نعوذ بالله من الفتن.

وفي يوم الثلاثا خامسه، اجتمع القضاة الأربع، وأركان الدولة، وأرادوا الصلح بين أهل الشاغور، والحصوية، فأبوا.

وفي سادسه اجتمع القضاة الأربعة أيضا، بالمصلّى الكبير بدمشق، وأركان الدولة، وأصلحوا بين الشواغرة، والقبيباتية (٤) والحصوية، حسب ما وردت به المراسيم الشريفة.

وفيه توفي الشيخ جمال الدين:

• عبد الله الحويزي الشافعي، وكان يظهر الفاقة والفقر، والحال الرثّ، الزّريّ ويزاحم الفقهاء، والفقراء على المعاليم، فخرج معه ما يقرب من الألف


(١) شهاب الدين أحمد المريني المالكي. قاضي القضاة المالكي بدمشق. انظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٣،٦٥،١٤٥. السخاوي. الضوء اللامع ٢/ ٢١٨/١.
(٢) الشواغرة: وهم أهل حي الشاغور بدمشق. النعيمي: الدارس ١/ ١٧٧،٢/ ١١٦،١٥٦.
(٣) الحصوية: سكان محلة ميدان الحصى. النعيمي: الدارس ١/ ٣٢،٦٥،٢/ ٢١،٤١.
(٤) القبيباتية: أهل محلة القبيبات جنوب دمشق. النعيمي: الدارس ١/ ٣٢،١٧٧،٢٠٩،٢/ ١٠٤، ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>