للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فنزل وفرش له، وجلس على كرسي فولاذ، فأمر بالخلع على نايب الشام، والقضاة الأربع فقط. ثم عادوا إلى دمشق في يوم الاثنين، سادس عشر الشهر المذكور، ودخلوا وهم لابسون الخلع، وكان لهم نهار مشهود. ثم دخل إلى دمشق عقبهم المقدمي الألوف، بالديار المصرية، وعدتهم ستة عشر مقدّما، دخل كلّ منهم بطلبه، وجماعته على انفراد. ثم أعقبهم أنسباي حاجب الحجاب، بالديار المصرية بطلبه، وجماعته، ثم أعقبهم رأس نوبة النوب سودون الدواداري، بطلبه وجماعته، ثم أعقبهم أمير سلاح أركماس، بطلبه، وجماعته، ثم أعقبهم أمير كبير سودون العجمي، بطلبه وجماعته.

[«دخول السلطان الملك المعظم قانصوه الغوري إلى دمشق»]

ثم في يوم الخميس تاسع عشر، جمادى الأولى المذكور دخل السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري إلى دمشق، هو وولده سيدي أمير آخور كبير بالديار المصرية، وفي خدمته أمراء المقدمي الألوف المذكورين، وبقية الأمراء، والخاصكية، والمماليك السلطانية، والقضاة الأربع بمصر، والخليفة المتوكل على الله، سيدي محمد ابن يعقوب، وكاتب السرّ، وناظر الجيش، وناظر الخاص، وبقية/أركان الدولة، وخلائق لا تعدّ ولا تحصى، وأخو صاحب مكة، وصاحب الينبوع وجماعاتهم، ونزل هو وهم بمسطبة السلطان بالقابون (١) الفوقاني. وفرش للسلطان المشار إليه، قنصل الفرنج الشّقق الحرير، ونثر عليه الذهب والفضة. ثم أقام بدمشق سبعة أيام، وتوجه قبيل العصر إلى جهة البلاد الحلبية، نهار الأربعاء.

خامس عشري الشهر المذكور، دخل القضاة الأربع، وأركان الدولة نهار الجمعة، إلى الجامع الأموي قبل سفرهم، وخطب قاضي القضاة كمال الدين الطويل الشافعي، وقرأ القراء المصريين، وكان نهار مشهود. وكان الحامل للقبّة، والطير عند دخول السلطان إلى دمشق، نايب الشام سيباي، ثم نزل السلطان، ومن معه بمنزلة القطيفة (٢). ثم لاقاه جان بردي الغزالي نايب حماة، إلى المرحلة المذكورة، ومعه أصلان الغادري نايب حمص، ثم الأمير خاير بك نايب حلب، ثم أمرهم بالعود إلى


(١) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ٢/ ١٣. ابن إياس. بدائع الزهور ٥/ ٥٣. القابون: بلدة في غوطة دمشق، تبعد عن دمشق ميلا واحدا إلى الشرق على الطريق الفوقاني المؤدي إلى حمص وحلب. الحموي. معجم البلدان ٤/ ٢٩٠.
(٢) القطيفة: قرية تقع دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق، وتبعد عن دمشق حوالي ٣٥ كم. الحموي: معجم البلدان ٤/ ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>