للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بلادهم، ثم توجه السلطان، ومن معه قاصدا البلاد الحلبية.

ثم وصل ولد السلطان أحمد بن عثمان، ابن أخي سليم شاه سلطان الروم الآن، إلى دمشق، في يوم الخميس ثالث جماد الآخر من البلاد المصرية، وركب معه نايب الشام، والقضاة وأركان الدولة، ونزل بالقصر الأبلق بالمرجة. وهو في همّة التوجه إلى البلاد الحلبية، إلى السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري.

ثم في يوم الخميس عاشر جمادى الآخر، خرج من دمشق نايب الشام سيباي، ومعه عسكر الشام، وأمراؤها، قاصدا البلاد الحلبية إلى المهم الشريف.

/وفي عاشره أيضا، دخل السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، إلى مدينة حلب المحروسة، هو ومن تقدم ذكره من العساكر المصرية وغيرهم، وحمل له القبّة والطير، نايب حلب خاير بك، وكان له نهار مشهود.

ثم في يوم الاثنين حادي عشرين جمادى الآخر، دخل إلى حلب نايب الشام سيباي، ومعه نياب البلاد، والعساكر الشامية، وكان له نهار مشهود.

وفيه، وصل قاصد سلطان الروم سليم شاه إلى حلب، وحضر على السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، وهو ساع في الصلح بين السلطانين المذكورين، وخلع عليه وعلى جماعته السلطان الملك الأشرف قانصوه المشار إليه، وجهزهم.

وفي عشرين شهر رجب سافر السلطان قانصوه الغوري المشار إليه، ومن معه من مدينة حلب متوجها إلى بلاد الروم، وكان تقدّمه نواب البلاد، والأمراء إلى الجهة المذكورة.

وفي خامس عشرين رجب المذكور، وصل مرسوم السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري إلى دمشق، متضمّنا أنّ سلطان الروم بغى (١) علينا، واستعان علينا بالأنكريين (٢)، وبهدل قاصدنا، وتوجه لقتالنا، وأنّ القضاة، والعلماء، والصلحاء، يحضرون بالجامع الأموي، ويقرؤون القرآن، ويدعون لنا. فحضر السادة القضاة، والصلحاء، والعلماء ثلاثة أيام بالجامع الأموي، ودعوا إلى الله بالصلح. وبالله المستعان.

/وفي يوم الأحد، سادس عشرين رجب المذكور، كانت الوقعة ظاهر مدينة


(١) بغى: تطاول، وتجاوز حدّه، واعتدى. مختار الصحاح.
(٢) الأنكريين: وهم سكان بلاد أنكورية في الأناضول وهي (أنقرة) الحالية وتسمى أيضا بلاد الأنكروس. انظر معجم البلدان لياقوت الحموي ١/ ٢٧١، والكواكب السائرة للغزي ٢/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>