للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر أنّه طايعا للسلطان، وأن دوادار السلطان المذكور، اختلق عليه ذلك. فأحضر السادة القضاة عند بدار العدل، وكتب بذلك محضرا، وجهّز للسلطان، ومنع عليباي المذكور من الحكم، إلى أن يرد الجواب.

ثم عاد الجواب بطلب دوادار السلطان إلى القاهرة، واستعطاف المقرّ الكافلي، وجهزت له خلعة بسبب ذلك.

/جمادى الأولى: مستهله الخميس. عاشره، وقع بين القاضي شهاب الدين الرملي، إمام الجامع الأموي، وبين القاضي، علاء الدين الرملي، كلاهما خليفة الحكم العزيز الشافعي، شر عظيم، وترافعا، إلى ملك الأمراء سيباي، الكافلي بالشام، فرسّم عليهما بدار العدل، فحضر قاضي القضاة ولي الدين ابن الفرفور الشافعي، وتسلمهما من المقرّ الكافلي، وأصلح بينهما. وبالله المستعان.

[[تأمين طريق الحج الشامي]]

تاسع عشريه، خلع على الأمير أصلان (١) أمير ميسرة (٢) بالشام، إمرة الحاج الشامي، وركب معه أركان الدولة إلى منزله، وكان له نهار مشهود. واستبشر الناس بذلك، لانقطاع الحاج الشامي سبع سنوات. وكان في العام الماضي قد همّ نايب الشام بذلك، فلم يتيسر، فلما حضر أمراء بني لام على السلطان، والأمير محمد بن ساعد، والتزموا بالحاج ذهابا وإيابا، اطمأنت النفوس بذلك.

/جمادى الآخرة: مستهله السبت. خامسه وقعت فيه حادثة، هي أنّ امرأة قتلت بنتا صغيرة، ودفنتها في بيتها، ورفع أمرها لنايب الشام سيباي، فأمر بشنقها على باب بيتها، فشنقت بالمكان المذكور.

سادسه وقع فيه حادثة، هي أنّ رجلا ترّابا (٣) سائقا بحميره، صدم مملوكا من مماليك نايب الشام، فألقاه على الأرض، فضرب المملوك التّراب ضربة في رأسه أدمته، فحضر إلى القلعة، وشكى إلى نايبها سنطباي فأمر بضرب المملوك فضرب، فبلغ نايب الشام سيباي ذلك، فغضب منه، وامتنع من الحكم، واستمرّ أياما مغضبا، وكتب إلى السلطان يخبره بذلك.


(١) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٣١٤، ابن أجأ: العراك ص ٣٠٣. أمير مقدم مملوكي، ولما تولى جانبردي الغزالي نيابة دمشق استعمله دوادارا كبيرا له.
(٢) أمير ميسرة: هو الأمير الذي يتولى حماية قافلة الحج، من الشام إلى بلاد الحجاز ذهابا وإيابا. ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٣٦٨.
(٣) ترّابا: هو من يعمل بنقل التراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>