للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الوقعة بين العسكر العثماني وأهل وادي التيم]]

ذو الحجة: مستهله السبت. فيه وقع حادثة عظيمة، ملخصها أنّ رجلا روميا سافر إلى وادي (١) التيم يتكلم على ضيعة من ضياعها، فرأى بنتا جميلة ففسق فيها، فعلم بذلك أهلها فقتلوه. فبلغ الخبر لنايب دمشق الأمير خرّم الرومي، فجهز لهم عسكرا من الأروام إلى الضيعة التي قتل فيها الرومي المذكور، لينهبوا الضّيعة المذكورة، ويقتلوا من فيها ومن حولها من الضّياع. فلما سافروا إليهم نهبوا ما قدروا عليه من الضّياع المذكورة، فلم يكلموهم أهل تلك الضّياع، فلما أرادوا أخذ النساء والأولاد، وحملهم، وسبيهم إلى دمشق، وثب عليهم أهل تلك الضّياع،/غيرة على نسائهم، وقتلوا منهم جمعا كثيرا، فلمّا بلغ ذلك لنايب دمشق، الأمير خرّم المذكور، جمع من بلد دمشق وضواحيها، مشاة، وجمع عساكر البلد، ومقطعيها، وتجهز لقتالهم. فلما وصل إلى قرى وادي التيم، وسمعوا بقدومه، والعساكر التي معه، تأهبوا لقتاله، فاقتتل الفريقان، فقتل من جماعة وادي التيم جمع كثير، فقطعت رؤوسهم، وأحضرت إلى دمشق مشهورين، وانهزم بقيّتهم، فعند ذلك أمر نايب دمشق المذكور، بحرق بيوتهم، ونهب أموالهم، وقطع أشجارهم (٢)، ففعلوا ذلك.

وكانت الوقعة المذكورة، في سادس المحرم سنة ثلاثين وتسعمائة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه في السنة المذكورة.

٩٣٠ هـ - ١٥٢٤ م سنة ثلاثين وتسعمئة:

[[السلطان سليمان خان وأركان مملكته]]

أحسن الله عاقبتها. استهلت، وسلطان مصر والحجاز، والروم والشام، السلطان الملك المظفر سليمان خان ابن السلطان سليم خان، المتقدم ذكره، ونايبه بدمشق الأمير خرّم (٣) الرومي، ونايبه بمصر الأمير أحمد الوزير الرومي، ونايبه بحلب، الأمير قاسم الرومي، وقاضي القضاة بمصر شخصا روميا، وقد عزل.


(١) وادي التيم: من أعمال لبنان إلى الغرب من جبل الحرمون وجنوب البقاع. الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٤٣.
(٢) انظر خبر حملة خرّم باشا على وادي التيم، وبطشه بالدروز هناك سنة ٩٣٠ هـ. ابن طولون، إعلام الورى ص ٢٥٧.
(٣) خرّم باشا: والي دمشق سنة ٩٣٠ هـ وكان سفاحا، وعزل سنة ٩٣١ هـ. انظر: ابن طولون، إعلام الورى ص ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>