للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشافعي. وتولى قاضي القضاة شهاب الدين بن الفرفور، وظيفة القضاء المذكورة مضافة لنظر الجيوش بدمشق.

وفيه تولى قاضي القضاة شمس الدين بن المزلق، وظيفة كتابة السر بدمشق، عوضا عن القاضي نجم الدين الخيضري الشافعي، وأرسلت له الخلعة إلى دمشق، فأرسل تراجع ولم يلبسها، وطلب الإعفاء، فأجابه السلطان، وأعفاه منها.

[[خروج أهل دمشق على المماليك]]

وفي يوم الجمعة سابع عشرينه، كبّر العامة بالجامع الأموي على نايب الغيبة، الأمير دوادار الكبير أزبك، بسبب الحسبة (١)، وبسبب رأس نوبته القدسي، فدخل إلى بيت الخطابة واحتمى، ولم يمكن من الخروج من الجامع الأموي، إلا بالجهد. فعند ذلك أحضر رأس نوبته القدسي (٢)، وضربه بالمقارع، وعزله. نسأل الله العافية (٣).

جمادى الآخرة: وفي يوم الجمعة رابعه، كبّر العامة، وأهل المزة على الموادن بالجامع الأموي، وحملوا المصاحف والأعلام، واستغاثوا بسبب دوادار السلطان جاني بك الطويل، فإنّ له نصف عشر المزة، فجعل عليهم قدوم (٤) وظلمهم وأخذ مغلّهم. فعند ذلك أرسل اعتذر، وأظهر التوبة والرجوع.

وفي يوم الخميس عاشره، لبس خلعة نيابة الغيبة بدمشق، الأمير أزبك الدوادار/الكبير.

وفي يوم الجمعة حادي عشره، كبّر العامة مع العربان، بالجامع الأموي على الأمير أزبك الدوادار الكبير نايب الغيبة، بسبب نهبه لجمال العرب الطائعة على ما قيل.

[[الفتنة بين أهالي القبيبات وميدان الحصى بدمشق]]

وفي يوم الثلاثا خامس عشره، وقعت فتنة كبيرة، ومقتلة عظيمة، بين أهل القبيبات وميدان الحصا (٥)، وقتل بينهم خلق، وركب القضاة، ونايب الغيبة الأمير


(١) الحسبة: وظيفة مملوكية يرأسها شخص يدعى المحتسب وهي موجودة في كل نيابة. انظر مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢٠،٢٥.
(٢) القدسي: رأس نوبة النوب بدمشق. انظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٧٠.
(٣) انظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٧٠.
(٤) أي أنه يستوفيه مقدّما منهم قبل أوانه.
(٥) ميدان الحصا: جنوب دمشق خارج السور. انظر إعلام الورى ص ٧٢،١٠٥،٢٩٨. وانظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢١٢،٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>