للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخبار الأدباء، والعلماء، ومناصبهم التي شغلوها، ومؤلفاتهم، وأحوالهم، وأخبار القضاة، ومناصبهم في مصر والشام (١) وتطرق لرجال الجيش، ووظائفهم الحربية، والإدارية، وأورد أيضا سيلا من المصطلحات، التي كانت سائدة في العهدين المملوكي، والعثماني.

ويبدو أن كتب ابن الحمصي ومؤلفاته كانت معروفة في بلاد الشام ومصر، في القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي، لأن نجم الدين الغزي صاحب كتاب (الكواكب السائرة)، اعترف في كتابه المذكور أن كتاب ابن الحمصي كان من مراجعه، ولا بدّ أنّه نقل نقولا كثيرة منه، ويتضح ذلك من تراجم الرجال المشتركة بين المؤرخين، وذكر الغزي في الكواكب: «وكنت قد وقفت على قطعة صالحة من تاريخ العلاّمة شهاب الدين أحمد الحمصي، الخطيب الشافعي، الذي ضمّنه من مهمات الحوادث والوفيات، فإذا هو تاريخ عجيب، غير أنه سلك فيه مسلك الإيجاز، والتقريب، فدعاني ذلك إلى تأليف هذا الكتاب» (٢).

ومن يطّلع على كتاب الكواكب السائرة للغزي، يجد أنّه نقل كثيرا من التراجم، من كتاب ابن الحمصي، المسمى بالتاريخ الكبير، والذي اختصره مؤلفه، وسمّاه (حوادث الزمان). والدليل على ذلك، هو أنّ كتاب حوادث الزمان، لم تذكر فيه أحداث سنة ٩١١ هـ - ١٥٠٥ م. في حين نقلها الغزي من تاريخ ابن الحمصي الكبير، والذي يعتبر من المصادر التاريخية الهامة، عن الفترة الزمنية الممتدة من أواخر العصر المملوكي، وبداية العصر العثماني، بشأن بلاد الشام ومصر.

[٧ - ابن الحمصي والحياة الاجتماعية في مصر والشام]

اهتم ابن الحمصي في كتابه (حوادث الزمان)، بالحياة الاجتماعية في مصر والشام، وسجّل بعض الظواهر الاجتماعية، التي كانت سائدة في الدولة المملوكية، مثل: الأعياد، والمواسم، والحفلات الشعبية، والمواكب، وإقامة الزينات، في المناسبات الهامة، كانتصار جيش السلطان في الحرب. فقد ذكر ابن الحمصي في الجزء الثالث، من كتابه (حوادث الزمان) انتصار السلطان سليمان العثماني عام ٩٢٩ هـ، في جزيرة رودس، فقال:

«وصل الخبر السّار إلى دمشق على يد مصطفى الرومي، بوّاب السلطان سليمان


(١) د. ليلى أحمد. دراسات في تاريخ ومؤرخي مصر والشام ص ١٨٦.
(٢) نجم الدين الغزي. الكواكب السائرة ج ١ ص ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>