قضاها بها، ورحيله عنها إلى حلب، وركز على التفاصيل في موقعة مرج دابق، التي نشبت يوم الأحد ٢٦ رجب سنة ٩٢٢ هـ - ١٥١٦ م وما كان من «وقوع الكسرة على عسكر سلطان مصر».
وذكر ابن الحمصي تفاصيل وفاة السلطان قانصوه الغوري، وترجم له ترجمة مطوّلة، تناولت حياته، وتاريخ توليه السلطنة، ومدة حكمه، وأعماله وتاريخ وفاته، وما تعرض له خلال سلطنته من مشكلات، واضطرابات.
ثم تناول في الجزء الثالث من الكتاب، وصول السلطان سليم الأول العثماني إلى دمشق، وتحركاته فيها، وتنظيماته الإدارية والعمرانية، وصلاته في الجامع الأموي في يوم جمعة، ورحيله بموكبه خلف جيوشه الزاحفة إلى مصر. وصوّر حالة الفوضى، والاضطراب في الشام ومصر، والخوف من تقدم العثمانيين نحو القاهرة، وترتيب المماليك للمقاومة في القاهرة والصعيد، فقال في مستهلّ سنة ٩٢٣ هـ١٥١٧/ م «استهلّت والناس في اضطراب شديد، وأمور الناس غير مستقيمة لانقطاع الطرق، وكثرة القتلى. وورد الخبر إلى دمشق، بأن السلطان سليم شاه ابن عثمان، المتقدم ذكره، وصل إلى مصر في تاسع عشرينه ذي الحجة».
وذكر ابن الحمصي أحداثا هامة في تاريخه (حوادث الزمان)، منها: مرسوم السلطان سليم الأول الذي بعث به إلى دمشق، وتضمن إتمام السلطان فتح مصر، وإلحاقها بدولته.
وأورد في أحداث عام ٩٢٦ هـ - ١٥١٩ م، ثورة جان بردي الغزالي نائب الشام، على العثمانيين. وكيف تسلطن، وأمر بالدعاء لنفسه على المنابر، وخرج على السلطنة في استانبول، وجند العساكر وحارب العثمانيين، الذين بعثوا حملة كبيرة قضت على ثورته، وأعادت بلاد الشام، إلى دائرة النفوذ العثماني المباشر.
وسجل ابن الحمصي ثورة أخرى في مصر، قادها أحمد باشا والي مصر للعثمانيين سنة ٩٣٠ هـ - ١٥٢٣ م، وذلك في الجزء الثالث من كتاب حوادث الزمان فقال:«وصل الخبر إلى دمشق، أن الأمير أحمد الوزير نائب مصر تسلطن بها، وضرب الدرهم، والدينار باسمه، ولقب بالعادل، فلما بلغ نائب الشام، وأمراء دمشق الخبر، انزعجوا لذلك انزعاجا عظيما، وحصنوا قلعة دمشق».
ودوّن ابن الحمصي من الأحداث الهامة في الشام ومصر، أخبار الحكام، والنواب في دمشق، والقاهرة، وأسماء النواب، ونقلهم إلى وظائف أخرى، أو خلعهم، أو وفاتهم، وكذلك أخبار رجال الإدارة من المماليك، أو من العلماء،