للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي يوم الخميس سادس عشره، توفي الشيخ شمس الدين:

• محمد بن محمد بن خليل الحنفي الطرابلسي القلعي، الناسخ، عين موقعين دمشق. وكان حصل له محنة ومصادرة، وقدم دمشق وهو عارف بالشروط، حسن الخط، فجدد عمارة المدرسة الجاروخية (١) وسكنها، وجدد عمارة حمام العقيقي (٢) تجاهها، وتزوج ببيروت، وصار يتردد إلى دمشق إلى أن مات بها، رحمه الله تعالى.

[[الصلح بين الدولة المملوكية وابن حسن باك]]

وفي يوم الأربعا ثاني عشرينه، دخل إلى دمشق الأمير أزبك، وهو الأمير الكبير بالقاهرة. وكان قبل ذلك، قد نزل من مصر إلى حلب، بسبب الصلح بين السلطان الملك الأشرف قايتباي، وبين يعقوب باك بن حسن باك سلطان تبريز. فيسر الله الصلح على يده، وجهز سلطان تبريز من كان مسك عنده، من العساكر الشامية والمصرية. فلما دخل الأمير أزبك إلى دمشق يوم تاريخه، كان على يمينه قانصوه اليحياوي نايب الشام المعزول المكسور، وعلى يساره قجماس نايب ( … ) (٣) الشام المتولي، وقدّامه الأمارة. فزعقت الأعوام من العنّابة (٤) إلى باب القصر: يا مولانا أمير كبير، صدقة عن رأسك ورأس السلطان ما نريد إلا اليحياوي/ما نريد قجماس، في وجه نايب الشام المتولي المذكور، يا مولانا أمير كبير: هذا قجماس أبو عيشة صدقة عن رأس السلطان، ما نريده، ما نريد إلا قانصوه اليحياوي. فتبسم الأمير أزبك، وقال لهم: باسم الله على الرأس والعين، ونزل الأمير أزبك في القصر الأبلق (٥).

وفي سابع عشرينه احترق الحرم النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام وسيأتي بقيته (٦).


(١) المدرسة الجاروخية: من مدارس الشافعية بدمشق تقع داخل بابي الفرج والفراديس، لصيقة الإقبالية الحنفية شمالي الجامع الأموي. بانيها هو جاروخ التركماني. النعيمي: الدارس ١/ ١٦٩.
(٢) حمام العقيقي: تجاه العادلية، صاحبه: أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي العقيقي. النعيمي: الدارس ١/ ٢٦٣.
(٣) بياض مقدار كلمة واحدة.
(٤) العنابة: اسم لمحلة أو حي بدمشق وهي خارج باب الفراديس. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ١٦٧، ١٨٩ والنعيمي: الدارس ١/ ٤٦٠.
(٥) القصر الأبلق بدمشق: انظر: النعيمي: الدارس ١/ ٢٦٤.
(٦) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ١٨٧. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٥٠،٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>