للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تاسع عشره، توجه الحاج (١) الشامي من دمشق، وأمّر السلطان عليهم أصباي أمير ميسرة بدمشق. وكان للحاج سبع سنوات لم يخرج على الدرب الشامي، لقوّة العربان، وأخذهم للحاج، وتجرّئهم على سرقتهم، فطلب السلطان كبارهم، وأحسن إليهم، وخلع عليهم، ودركهم الحاج، ورتب لهم أربعة آلاف دينار، صررا في كلّ سنة، ورسم بمائة مملوك تجهّز من أمراء دمشق، صحبة الحاج، فلله الحمد/على ذلك.

القعدة: مستهله السبت. رابع عشره، توفي القاضي زين الدين:

• رجب (٢)، قاضي البقاع بدمشق، وكان من الفضلاء، رحمه الله تعالى.

عشريه، وصل من القاهرة، الأمير علي باي، متولّيا نقيب قلعة دمشق، عوضا عن قانبردي، ولبس تشريفه، كان له نهار مشهود.

ثامن عشريه، وصلت لنائب الشام سيباي خلعة، ولبسها، وورد عليه مرسوم السلطان، بتحليفه أربعين يمينا، فحلفها بحضور القضاة الأربع، أن لا يخرج عن الطاعة الشريفة، وأن يصادق من صادقه السلطان، ويعادي من عاداه، وأن لا يمكّن أحدا ممن خرج عن طاعة السلطان، أن يدخل إلى دمشق، إلا بإذن السلطان، ثم توجه من ساعته، وسافر هو وعسكره، ولم يعلم إلى أين توجهه.

[[ارتفاع أسعار الحبوب والغذاء بدمشق]]

/ - الحجة: مستهله الاثنين. فيه، وصلت غرارة (٣) القمح بدمشق، إلى ستة وعشرين أشرفيّا، والشعير الكيل إلى سبعين درهما، والحمّص الكيل إلى تسعين درهما، ورطل الدقيق إلى نحو الستة دراهم، والأرز الرطل إلى ثمانية دراهم، ورطل السمن إلى ثلاثين درهم، والسّيرج إلى اثني عشر درهما، والزيت مثله، والجبن إلى خمسة عشر درهما، والقنبريس إلى اثني عشر درهما، وغلت سائر الأسعار بالبلاد، خلا بلاد مصر، اللهمّ أرخص أسعار المسلمين.


(١) من أجل تسيير قافلة الحاج الشامي إلى الحجاز وافق السلطان على دفع الأتاوة السنوية لزعماء البدو الذين يسكنون على طول طريق الحج، وهي أربعة آلاف دينار عثماني لضمان عدم اعتداء العربان على الحجاج ونهبهم بعد انقطاع موسم الحج لمدة سبع سنوات.
(٢) انظر: الغزي. الكواكب السائرة ١/ ١٩٤.
(٣) الغرارة: هي وحدة كيل الحبوب بدمشق في العهد المملوكي. مفاكهة الخلان ١/ ٦٥،٨٣،٢٦٨،٣٧٥. والغرارة تعني العدل من صوف أو شعر، وتتألف من ١٢ كيلا أو ٧٢ مدّا دمشقيّا، وعلى هذا يكون وزن الغرارة حوالي ٥/ ٢٠٤ كغ قمح، أو حوالي ٢٦٥ لترا بوصفها مكيالا. انظر المكاييل والأوزان ص ٦٤. ونزهة الخاطر وبهجة الناظر ١/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>