للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزردكاش، وخلع عليهم. ووافق الثامن من مسري، وأول يوم من آب الرومي، وثبت على خمسة أصابع من عشرين إصبعا. ولله الحمد.

وفي ثامن عشريه، وصل إلى القاهرة شيخ الإسلام، تقي الدين ابن قاضي عجلون الشافعي، بسبب حركة ولده. وسببها أنّ ولديه القاضي نجم الدين محمد، وزين الدين عبد الرحيم، تضاربا، وترافعا، فبلغ السلطان فطلبهما، ورسّم على الكبير، وعمل عليه مبلغا، جملته ألفا دينار. وكان السبب في تبليغ السلطان ذلك، قاضي القضاة شمس الدين بن يوسف المالكي، فطلبه السلطان ورسّم عليه، ووضعه في الحديد في بيت نقيب الجيش، وشاهدته كذلك، وعمل عليه أربعة آلاف دينار، وسبب ذلك أنّ مغربيّا رافعه، فكما تدين تدان. وبالله المستعان.

صفر: مستهله الجمعة، طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، وكان المجلس خفيفا.

[«أخذ الحاج المصري والشامي وغيرهم وما وقع من الفتن»]

وفي يوم السبت ثانيه، وصل الحاج المصري إلى القاهرة، وأخبر بما وقع من هذه الطّامّة (١) العظمى، والبليّة التي لم يقطع نظيرها/في عصر من الأعصار. وسبب ذلك أنّه لما وصل الحاج المصري إلى الينبوع (٢)، وجدوا بها يحيى بن سبع (٣) صاحب الينبوع، وعساكره، ومعه الجازاني أخو بركات بن محمد بن بركات الشريف صاحب مكة، وهم مطرّدون من أخيهم بركات المذكور، ومعهم عربان، وعساكر لا يحصون، وكلهم عصاة. فأرادوا أخذ الحاج المصري ونهبه، فتلطّف بهم أمراء الحاج، وهم سيدي محمد بن خصبك، أمير الأول، والأمير اصطمر، أمير مجلس، وأمير المحمل، وخلعوا على يحيى بن سبع، وعلى رفيقه الجازاني، واتفقوا مع الجازاني المذكور على توليته، وأن يكون صاحب مكة، عوضا عن الشريف أخيه بركات، وأن يساعدوه على أخيه المذكور. وساروا مع أمراء الحاج إلى مكة، فلما قربوا من مكة، تخيّل (٤) يحيى بن سبع والجازاني ومن معهم، ورجعوا إلى جهة الينبوع. فعند رجوعهم، رأوا


(١) الطّامّة: المصيبة الكبيرة.
(٢) الينبوع أو الينبع: ميناء ببلاد الحجاز على البحر الأحمر وكان به نائب مملوكي. النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٥/ ١٣٥،٣٣٩.
(٣) الأمير يحيى بن سبع: صاحب أو حاكم الينبع ويلقبونه كبير الينبع. ابن طولون، مفاكهة الخلان /١ ٢٦٧. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٣٦.
(٤) تخيّل: شكّ وظنّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>