للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٠٦ هـ - ١٥٠٠ م عام ستة وتسعمئة (١)

[الصراع على الملك بين طومان باي وجان بلاط وانتصار طومان باي وتسلمه

وتسميته بالملك العادل]

/ -[وحضر] الأمير طومان باي، الذي كان دوادارا كبيرا، ومعه بقية المقدّمين، والعساكر ونواب البلاد، كنايب حلب، ونايب طرابلس، ونايب حماة، وحمص، وصفد، وأربعة آلاف مملوك، ومشاة، وعشران، وخلايق، لا تعد ولا تحصى، وذكروا أنّهم باسوا له الأرض بالشام، وسلطنوه (٢)، ونزل بالخانكاه (٣) وهو راكب وحده، وبقية الأمراء كلها مشاة قدّامه، بالشّاش والقماش، وعلى رأسه الشّطفيّة (٤)، والقبة والطير، وخلفه الترس الفولاذ، والنّمشا (٥)، وخلفه بقية العساكر، باللبس الكامل. وكان له نهار مشهود.

وفي يوم الجمعة عاشره، دخل المقرّ الأشرف طومان باي، ومن معه من العساكر والنواب والأمراء، ونزل الرّيدانية (٦) بمدرسته بها، وصلّى بها الجمعة، ونزل بها خلايق لا تعد ولا تحصى، وبات بها، ونزل له غالب عسكر القلعة، وغالب الأمراء، خلا الممسوكين عنده بالقلعة.

وفي يوم السبت حادي عشره، أصبح بالرّيدانية، وولّى أزبك النصراني (٧) واليا، وركّب معه فرقة من العسكر، ودار البلد، ونادا بالأمان، والاطمئنان، والبيع والشراء، والأخذ والعطاء، والوصية بالرعية.

/فلما ارتفع النهار، دخل النواب البلد، كل واحد بعسكره، فرقة بعد فرقة،


(١) نقص في حوادث أوائل سنة ٩٠٦ هـ وحتى شهر جمادى الآخرة.
(٢) سلطنوه بالشام: كانت العادة عند المماليك أن يجروا مراسم السلطنة في القاهرة ولكنهم اتفقوا على مبايعة طومان باي بالشام سنة ٩٠٦ هـ وسافر إلى القاهرة وعرض بيعته على الخليفة والقضاة فأمضوها له. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٣٠.
(٣) الخانكاه: كلمة فارسية معناها بيت، أو الموضع الذي يأكل فيه الملك. المقريزي خطط ٢/ ٤١٤.
(٤) الشّطفيّة: شارة ملكية تحمل كما يحمل اللواء على رأس أمير الجيش. معجم الألفاظ التاريخية ص ٩٨.
(٥) النّمشا: سيف رشيق يوضع إلى جانب السلطان أو النائب ليدافع به عن نفسه عندما يقصد اغتياله. معجم الألفاظ ص ١٥٢.
(٦) الريدانية: إحدى ضواحي القاهرة وجرت فيها معركة الريدانية سنة ٩٢٣ هـ بين المماليك والعثمانيين. مفاكهة الخلان ١/ ١٨.
(٧) أزبك النصراني: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٢٥٣. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>