للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

/وفي خامس عشره، توفي الشيخ:

• محيي الدين ابن الإمام (١)، أحد العدول بدمشق، وكان متّهما بالزور.

وتوفي بقلعة دمشق معتقلا عليه، رحمه الله تعالى.

وفي رابع عشريه، توفي شهاب الدين:

• أحمد (٢) بن الرقام، قاضي تدمر، وأحد الشهود بدمشق، ودفن بها، يرحمه الله.

وفي ثامن عشريه، وصل مرسوم السلطان بالقبض، على جميع الإفرنج في جميع مملكته، وقبض عليهم بدمشق، وختم على حواصلهم، وضبطوا موجودهم، وكذلك بطرابلس، وسكندرية، وبيروت، وسبب ذلك أنهم أخذوا مراكب السلطان، التي جهزها ابن عثمان، كما تقدم بيانه قبل ذلك في أول هذا الشهر.

[[الفرنجة يحتلون طرابلس الغرب]]

وأيضا أنه، بلغ المقام الشريف، أنّ الفرنج أخذوا طرابلس الغرب (٣)، وقتلوا منها من المسلمين نحو الثلاثين ألف، ولم يتركوا فيها سوى الأولاد الصغار حسب لا غير، وقتلوا من عداهم. وكيفية أخذها؟ أنّ الفرنج لبسوا زيّ المغاربة، بعمائم بيض، وجاؤوا إلى باب المدينة، فتوهّم أهل البلد، أنها نجدة جاءتهم من المسلمين، ففتحوا لهم الباب، فدخلوا عليهم، وقتلوا من ذكر. وقد حصّنت السواحل بدمشق، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

[«مطلب بناء السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري حجر إسماعيل»]

وفي سنة تاريخه، وصل مرسوم السلطان إلى مكة المشرفة، بأن يهدم الحجر، حجر إسماعيل (٤)، وأن يبنى على غير كيفية الرخام. فهدم، بحضور القضاة، وأعيان الناس، وبني بحجارة سود نحيت. إلى بعد أيام قلائل، وصل رخام الحجر معمول، بالقاهرة، ركّبوه قدام السلطان على هيئته الآن المركّب بها، وركّب. وكان له يوم عظيم.


(١) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٣١٠،٣١١،٣٤٥.
(٢) انظر: الغزي: الكواكب السائرة ١/ ١٥٠.
(٣) طرابلس الغرب: مدينة قديمة بشمال إفريقيا تقع على شاطئ البحر وكانت محاطة بسور منيع، فتحها المسلمون عام ٢٣ هـ بقيادة عمرو بن العاص. ياقوت الحموي، معجم البلدان ٤/ ٢٥.
(٤) حجر إسماعيل بالكعبة: الغزي. الكواكب السائرة ١/ ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>