للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي هذا الشهر، أعيد قاضي القضاة كمال الدين الطويل، إلى وظيفة قضاء الشافعية بالقاهرة، عوضا عن ابن النقيب. وبالله المستعان.

/جمادى الآخرة: مستهله يوم الخميس. فيه ورد الخبر إلى دمشق، أن السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، جهز ولد السلطان بن عثمان ملك الروم إلى أبيه مكرّما، وأتحفه بهدايا عظيمة، وجهز معه عسكرا وستة وعشرين مركبا، فوصل إلى والده سالما، وكان له نهار لم يشهد مثله في بلاد الروم. فخلع على قصّاد سلطان مصر، وأكرمهم وجهز معهم هدية، وتحفا، فسمع به الفرنج، فساروا في ثلاثين مركبا، ليأخذوه إلى بلادهم فسبقوا منه، ولم يدركوه. فاستغفلوا عسكر سلطان مصر ليلا، وكان العسكر غالبه على شط البحر، فجاؤوا إلى مراكب سلطان مصر، فأخذوها (١)، ومن فيها من المراكبية، وهربوا ليلا. فاستفاق عسكر مصر فلم يدركوهم، وهذه مصيبة عظيمة، وذكروا أن قصد الفرنج كان أخذ طرابلس، وبيروت، وصيدا وما حولها من السواحل، وبالله المستعان.

في ثامنه توفي الشيخ:

• برهان (٢) الدين إبراهيم التسيلي، أحد العدول بدمشق، ودفن بالصالحية، رحمه الله تعالى.

في حادي عشره توفي الخواجا:

• عبد الغني بن المزلق (٣)، ناظر وقف الخواجا شمس الدين بن المزلق، ودفن بتربتهم بدمشق، رحمه الله تعالى.

وفي ثاني عشره، وصل إلى دمشق القاضي تاج الدين (٤) بن الديوان أمير التركمان، ووكيل المقام الشريف، فهرع الناس لملاقاته، وركب معه قضاة القضاة، وأركان الدولة، وكان له نهار مشهود، وبالله المستعان.


(١) مرت العلاقات بين الدولتين المملوكية والعثمانية بفترة من الهدوء امتدت قرابة ربع قرن من (٨٩٧ هـ - ٩٢٢ هـ) اتسمت بالعلاقات الطيبة وتبادل الوفود الرسمية «القصاد» الذين يأتون بالهدايا ويعودون بمثلها. وفي هذه الفترة تزايد خطر البحرية البرتغالية على الشواطئ المملوكية، وسنة ٩١٥ هـ وصل إلى مصر قرقد بك ابن عثمان فلاقى التكريم وعاد بحرا إلى بلاده محملا بالهدايا سنة ٩١٦ هـ. العراك ص ٢٠٣،٢٢٤.
(٢) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٣٤٥.
(٣) انظر: نزهة الخاطر وبهجة الناظر ٢/ ١٤٣،١٤٥.
(٤) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٣٤٥،٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>