للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. وكتب بخطه الكثير ومن ذلك: «الكواكب الدراري، في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري» بشهر وعشرين يوما، وكتب صحيح البخاري، في خمسة عشر كراس في خمسة عشر ليلة، وخرّجه على الكتب الستة، وهذا من الغرائب الخوارق، فإنه لا يشكّ في ولايته، رحمه الله تعالى، رحمة واسعة، وحشرنا في زمرته.

آمين.

/وفيه توفي الخواجا.

• أمين الدين ابن الأيدوني، رحمه الله تعالى.

وفي تاسع عشره، أراد نايب قلعة الشام يخشباي، أن يرمي على نايبها قانصوه اليحياوي، ويعصيه فلم تمكّنه العامة من ذلك. وسببه أنّ نايب القلعة رسم بالزينة لعافية السلطان، فلم يوافقه النايب على ذلك لأجل الصوم، فإنّه يحصل من الزينة الفساد، وخروج النساء، فرفعا أمرهما إلى السلطان.

[[المماليك يهاجمون حماة وينهبونها]]

وفيه رسم السلطان لنايب حلب، ولنايب طرابلس، ولنايب حمص، أن يركبوا مع نايب حماة، بالجند الكامل على أهل حماة. فامتثلوا ذلك، ونهبوا، وقتلوا، وأحرقوا، ورحل غالب أهل حماة إلى البلدان. وسبب ذلك: أنّ نايب حماة أقباي (١)، أكثر فيها من الظلم، والفسق، فركبوا على النايب، وقتلوا بعض مماليكه، وحصروه في دار النيابة بحماة، فأرسل وشكاهم للسلطان، فرسم بذلك. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي سابع عشريه، حصل حريق أيضا، عظيم مهول في البيوت التي ببركة الرطلي بالقاهرة، وذهب للناس فيه أموالا كثيرة، وبالله المستعان، وكل ذلك من الظلم والفسق، والفساد والجور.

وفي ختامه حرق بدمشق جسر (٢) الزّلابية، وسوق (٣) النحّاسين،


= الشاميين، عنه نقل عباس عن ابن معين أن أوس بن أوس الثقفي، وأوس بن أبي أوس واحد. والتحقيق أنهما اثنان، لأن أوس بن أبي أوس اسم والده حذيفة. الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ١/ ٧٩،٨٠.
(١) أقباي: نائب حماة تولاها بعد إينال الخسيف. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ١٦٥.
(٢) جسر الزلابية: محلة وجسر الزلابية قرب قلعة دمشق. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٢٣،١٦٥.
(٣) سوق النحاسة: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٢٤١. وهو سوق النحاسين بدمشق، تاريخ ابن قاضي شهبة ١/ ٦٦١. وكانت حوانيت النحاسين قبلي الجامع الأموي. النعيمي. الدارس ٢/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>