للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السّلطان وغيرهم من الأعيان. وثمّنت الخرايب التي حرقت في الحريق المتقدم تثمينا بخسا، لأنّهم بلغهم أنّ السّلطان يشتريهم ويعمّرهم، ويقفهم على مدرسته في باب الجابية بدمشق.

[«حكاية ضرب قاضي بيروت»]

الحجّة: فيه وقعت حكاية مهولة، وهو أنّ الخاصكيّ الذي جاء بسبب قاضي بيروت، جعل له على القاضي تسفير ألف دينار. فطلبها منه فأورد له خمسمائة دينار، فأرسل وراءه من القلعة من البيت الذي الخاصكي نازل فيه، وقال للقاضي: كمّل المبلغ. فقال: أمهلني حتى أستدين. فأخذه ورماه في بحيرة ماء مرتين وكان يوم شديد البرد جدا. ثم أخذ القاضي ووقفه في شبّاك حديد، وعلّقه بالزنجير في رقبته، وجعل الخاصكيّ يرمي على القاضي بالبندق. ثم ضرب القاضي بعد ذلك خمسمائة روتن (١) ورفعه إلى القلعة. ثم إنّ قاضي بيروت المذكور سعى في نفسه، وكمّل للخاصكيّ ألف وخمسمائة أشرفيّ، وأرسل له شهود ليشهدوا عليه، فمسك أحد/الشّهود، وهو ابن الحموي وضربه من العصر إلى قبل المغرب.

في سابعه توفّي الشّيخ:

• شهاب الدين بن عون الدين التّاجر من عضّة من زوجته في رقبته فمات منها. رحمه الله تعالى.

في عاشره عشيّة العيد بعد عشاء الآخرة توفّي الشّيخ الصّالح، الزّاهد السّايح، صاحب الكرامات، سيدي:

• عليّ بن السّميكاتية العريان المكشوف. وكانت له جنازة لم تشهد لغيره، حتى أنّ أوّل الجنازة كان عند جامع منجك بمحلة مسجد القصب وآخرها عند الشيخ أرسلان. أعاد الله علينا من بركاتهما. وبكا النّاس عليه وحضر جنازته القضاة، والعلماء، وأرباب الدولة، والنايب، والنساء، وخلق لا تحصى. ودفن بتربة الشّيخ أرسلان، جوار قبر الشّيخ أحمد (٢) الأقباعي. أعاد الله [علينا] من بركاته. وأخبر عنه الحفّار (٣) أنّه أتى إليه قبل ذلك بيومين، وقال له: انزل وعزّل لي قبر والدتي.

فنزل الحفّار ثم سأله عن سبب ذلك. فقال للحفّار: اكتم عنّي فإني أقف الوقفة


(١) أي: جلدة.
(٢) انظر: السخاوي. الضوء اللامع ١/ ٣٦٢/١.
(٣) الحفّار: هو من يحفر القبور ويجهزها.

<<  <  ج: ص:  >  >>