للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالقاهرة، رحمه الله تعالى فلم يتيسر ذلك، ثم نقلوه إلى تربة السلطان قايتباي، ودفن بها لأن تربته لم تكمل، لأنّه كان عمّرها لنفسه، ثم أخذها السلطان الملك العادل، وأراد تكملتها فرأى مأذنتها انشقّت، فنقضها وشرع في تتمّتها، فلما اختفى وقع له ما تقدّم، استمرّت بلا تكملة، وقد شرعوا في تكملتها. ونقل السلطان جان بلاط إليها، في يوم الجمعة سادس عشريه، وحضر القرّاء، والأمراء فيها، وكان له مشهد عظيم. ونقل عنه أنّه قال عند خنقه وموته: «لا حول ولا قوة إلا بالله بأي وجه ألقى به رب العزّة وأنا لم أعمل خيرا قط» يرحمه الله تعالى.

وفي تاسع عشريه، ولي الأمير قيت الرجبي الإمرة الكبرى بالقاهرة، وكان له نهار مشهود. وولي القاضي، أبو المنصور (١) فيه أيضا، نظر البيمارستان المنصوري.

/القعدة: مستهله الأربعاء، فيه طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، وكان المجلس خفيفا.

وفي ثانيه، ركب المماليك السلطانية، لطلب النفقة من السلطان بسبب توليته، فأوعدوهم بذلك.

وفي سادسه، ولي الأمير خشكلدي البيسقي، أمير مجلس بالقاهرة، وخلع عليه، وعلى الأمير مسرباي الدوادار الكبير، خلعة الأنظار (٢). وكان لهما نهار مشهود.

وفي عاشره، كبسوا على العادل، البيوت، والمدارس، والربوعة، ونهبوا بيوت الناس في حجة ذلك، وحصل للخلق غاية الضرر، وبالله المستعان.

وفي ثالث عشره، وصل الأمير قانصوه الخازندار القاصد لملك الروم، من الملك الظاهر قانصوه، لخطبة قرابته بنت الجمجمة (٣). فلما عاد القاصد المذكور إلى القاهرة وجد الظاهر قد خلع، وهو في الحبس في سكندرية، والذي أخذ بعده جان


= انظر: الغزي، الكواكب السائرة ١/ ١٣٢. النعيمي. الدارس ٢/ ٢٠١،٢٠٢. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٨.
(١) القاضي أبو المنصور: شمس الدين. كان كاتب الخزانة بمصر وقتل سنة ٩٠٧ هـ. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٨.
(٢) خلعة الأنظار: خلعة يمنحها السلطان لمن يشرف على ديوان الأنظار ويكون عادة صاحب مقام رفيع. معجم الألفاظ التاريخية ص ١٥٠.
(٣) بنت الجمجمة: هي ابنة الأمير محمد جم الشهير بالجمجمة أمين السلطان مراد بن محمد بن عثمان أخو سلطان الروم. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>