للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدين (١) الغزي، وجماعة، فمسكهم الثلج في خان القنيطرة (٢)، خمسة عشر يوما، عامله الله بالعدل. فإنه (٣) لما توجه إلى القاهرة، حصل منه أذى للشاميين ومرافعة، وعمل (٤) على المرستان النوري بدمشق، بسبب مرافعته عشره آلاف دينار للسلطان.

وتقدم الكلام قبل ذلك عما حصل في حق أقضى القضاة، برهان الدين بن المعتمد منه، وما كلّفه السلطان، وما عقد له مجالس. وكان قاضي القضاة الشافعي بمصر، الشيخ زكريا مساعدا لابن المعتمد على ابن الغزي بالحق، وغوّش عليه مرارا.

/ربيع الآخر: في يوم السبت ثالثه، رجع الخاصكي ومن معه، وهو قانصوه تفاح، من تهنيته لسلطان الشرق والعراق رستم باك بخلعة عظيمة مرصعة بالذهب، ولاقاه نايب الشام قانصوه اليحياوي، والقضاة وأركان الدولة، ونزل ببيت الدوادار جندر (٥) بالقنوات (٦)، ورجع مجبورا بتحف وهدايا، من سلطان العراق لسلطاننا، الملك الأشرف قايتباي، سلطان الحرمين، نصره الله تعالى.

وفي يوم الاثنين خامسه، خلع نايب الشام قانصوه اليحياوي، على نايب القلعة الجديد يخشباي الكاشف خلعة عظيمة، وعلى دوادار السلطان بدمشق أركماس (٧)، وركب أركان الدولة معهما وكان لهما نهار مشهود.

وفي خامسه أيضا، وصل أقضى القضاة، رضي الدين الغزي المتقدم ذكره، ونزل في منزله جوار الجامع الأموي، ووصل رفيقه أقضى القضاة، بهاء الدين بن الباعوني، ونزل في بيته بالصالحية بدمشق، وقد قاسيا مشقة عظيمة من الثلج، كما قدمته قبل ذلك. وأما الثلج فإنه استمر في دمشق مدة كبيرة، وجمدت البرك


(١) رضي الدين الغزي: تولى التدريس بمدرسة الكلاسة بدمشق، ونائب قاضي القضاة الشافعي بدمشق أيضا. انظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٣،١١٦،٣٠٤.
(٢) خان القنيطرة: هو أحد خانات منازل الطريق المصري وموضعه في بلدة القنيطرة كان يستخدمه تجار القوافل للراحة والإقامة. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢٣.
(٣) يقصد القاضي رضي الدين الغزي الشافعي.
(٤) عمل: فرض وتقرّر.
(٥) جندر: هو جاني بك الطويل، ويعرف باسم جندر. وهو الدوادار الكبير بدمشق. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٩٣،١٠٠.
(٦) القنوات: أحد أحياء دمشق القديمة. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٥٤،٢/ ٨٧ والنعيمي: الدارس ٢/ ١٦٤،٢٢٥.
(٧) أركماس: هو أركماس من طراباي دوادار السلطان بحلب ثم بدمشق وعزل وصار أمير الحاج الشامي. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ١٠٥،١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>