للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اليحياوي في الحديد، وهم اثنا عشر رجلا. ثم ورد الخبر إلى دمشق، أنّ أربعة من المذكورين، هربوا من القاصد، وأنّ جماعة ساعدوهم على ذلك، عند القنيطرة (١) في درب القاهرة.

وفي يوم الخميس سابع عشره، وصل من القاهرة إلى دمشق، قاصد السلطان ابن عثمان متوجها إلى بلاده، ولاقاه حاجب الحجاب نايب الغيبة يونس، وحاجب ثاني الأمير تنم، وقاضي القضاة شهاب الدين بن الفرفور الشافعي، والقاضي شمس الدين الطولقي، المالكي، وأركان الدولة الذين تأخروا عن التجريدة، وكان له نهار مشهود (٢).

وفي يوم الاثنين ثامن عشرينه، وصل إلى دمشق الأمر يخشباي (٣) الكاشف، متولّيا نيابة قلعة دمشق، عوضا عن برد بك جلبي ولاقاه نايب الغيبة، الأمير (٤) يونس حاجب الحجاب، وبقية أركان/الدولة والقضاة وغيرهم. وكان له نهار مشهود.

وفي يوم الأربعاء سلخه، عاد نايب الشام قانصوه اليحياوي، والأمراء من التجريدة، وقد وصلوا إلى نابلس (٥)، وإلى الغور (٦) ولم يقع لهم قتال، وقاسوا مشقة زائدة، من البرد والمطر والثلج، نسأل الله اللطف.

وفي ختامه أيضا، وقع بدمشق ثلج عظيم، واستمر أربعة أيام متوالية، وحصل للناس منه مشقة عظيمة، وتقطعت الطرق. وكان جماعة من أعيان دمشق قدموا من القاهرة بعيالهم، وهم: أقضى القضاة بهاء الدين الباعوني (٧)، وأقضى القضاة رضي


(١) القنيطرة: أحد منازل الطريق إلى مصر تقع جنوبي دمشق. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٢٣.
(٢) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٥٤.
(٣) الأمير يخشباي: نائب قلعة دمشق، وأمير ميسرة بدمشق أيضا وتولى نيابة حماة وصفد وعزل. مفاكهة الخلان ١/ ١٥٣،٣٣٣ لابن طولون.
(٤) الأمير يونس: هو شرف الدين حاجب الحجاب بدمشق. انظر مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ١٠٥، ١٢٥.
(٥) نابلس: مدينة بفلسطين في منطقة جبال نابلس. بدائع الزهور لابن إياس ١ - ١/ ٢٢١،٢/ ٢٤٦. ياقوت الحموي. معجم البلدان ٥/ ٢٤٨.
(٦) الغور: هو غور الأردن. بدائع الزهور لابن إياس ١ - ٢/ ٥٣٣ ياقوت الحموي. معجم البلدان /٤ ٢١٦.
(٧) بهاء الدين الباعوني: انظر مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ١٢،٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>