للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المماليك على السلطة والنفوذ، ومنصب السلطان فيقول: «وجرت أمور يطول ذكرها في هذا المختصر، وقد أوضحت ذلك كله في تاريخي الكبير فراجعه فإنه مهم» (١).

ولم يصل إلينا كتاب التاريخ الكبير لابن الحمصي، ولم يذكره أحد سواه، وربما ضاع، أو أصابه التلف، أو نقل كغيره من كتب التراث، خارج الوطن العربي، وقد يكتشفه الباحثون في المستقبل، ويضعونه بين أيدي الأجيال القادمة، عندها يمكن جلاء الغموض، الذي أحاط بشخصية المؤرخ ابن الحمصي، ومؤلفاته، وسيرته التي أغفلها المؤرخون الذين عاصروه. كما أنني أميل إلى الرأي القائل، بأن التاريخ الكبير لابن الحمصي تناول الفترة الزمنية للأعوام من ٨٥١ هـ إلى ٩٣٠ هـ - ١٤٤٦ م - ١٥٢٣ م. بكثير من الشمول والتفصيل، وأنّ ما بين أيدينا مختصر له (٢).

ب - كتاب حوادث الزمان، ووفيات الشيوخ والأقران: ونترك التعريف بهذا الكتاب لمؤلفه ابن الحمصي، الذي قال عنه في مقدمته:

«هذا تعليق مفيد، جامع مزيد، جمعت فيه ما يسّره الله لي من حوادث الزمان، ووفيات الشيوخ والأقران، منذ مولدي سنة إحدى وأربعين وثماني ماية ٨٤١/ هـ - ١٤٣٦ م/ (٣) وهلمّ جرّا، مفصلا في كل سنة على ما وقع لي وحررته، وشاهدته، واعتمدته، وهذا الكتاب يحسن أن يكون ذيلا على تاريخ العلاّمة، قاضي القضاة شهاب الدين ابن حجر الشافعي (٤)، المسمّى إنباء الغمر بأبناء العمر. فإنّه وصل فيه إلى سنة خمسين وثماني ماية، وابتدأه من مولده سنة ٧٧٣ هـ - ١٣٧١ م، ووفاته السبت ٢٨ ذي الحجة سنة ٨٥٢ هـ - ١٤٤٧ م. وقد جعل كتابه المذكور ذيلا، على تاريخ الحافظ عماد الدين ابن كثير. وسميته حوادث الزمان، ووفيات الشيوخ


(١) ابن الحمصي: حوادث الزمان ج ١ أحداث عام ٨٧٢ هـ. ودراسات في تاريخ ومؤرخي مصر والشام د. ليلى أحمد. ص ١٨١.
(٢) د. ليلى أحمد. دراسات في تاريخ ومؤرخي مصر والشام ص ١٨١.
(٣) يتضح من ترتيب الحوادث بحسب السنين في الكتاب أن المؤرخ ابن الحمصي لم يبدأ بذكر الأحداث منذ سنة ٨٤١ هـ كما ذكر في مقدمته وهي تاريخ ولادته، ولكنه بدأ بتدوينها ابتداء من سنة ٨٥١ هـ.
(٤) هو شهاب الدين أحمد بن حجر المؤرخ والعالم المصري الشهير، صاحب المصنفات الكثيرة في علوم الحديث والفقه والتراجم، وأهمها كتاب «الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة» وكتاب «إنباء الغمر بأبناء العمر» وهو تاريخ شامل لمصر بدأه منذ مولده عام ٧٧٣ هـ وحتى وفاته في عام ٨٥٢ هـ١٤٤٨/ م. وكان ابن حجر عالم عصره في الفقه والتدريس والإفتاء والحديث. واطلع على علوم عصره في الحجاز والشام واليمن ومصر، وتولى منصب قاضي القضاة الشافعية في الدولة المملوكية في مصر منذ عام ٨٢٨ هـ١٤٢٤/ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>