للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي يوم تاريخه لبس الأمير جاني (١) بك خلعة إمرة الحاج، عوضا عن الأمير يلباي دوادار السّلطان.

وفي يوم الخميس رابع عشره وقعت حكاية غريبة، وهي أن مباشري الجامع الأمويّ، كانوا في إقامة حساب الجامع في المدرسة (٢) القطبيّة، بين يدي المقر النجمي الخيضري، نجل قاضي القضاة قطب الدين الخيضري، وفي المجلس أقضى القضاة علاء الدين البصرويّ الشّافعيّ، وأقضى القضاة شمس الدين الغزي الحنفي، والقاضي بدر الدين كاتب الخزانة وغيرهم، وجم غفير. وإذا بهم على بغتة، وقد دخل عليهم الشيخ العلامة أقضى القضاة سراج الدين الصّيرفيّ الشّافعيّ، وعلى كتفه مطرق (٣) ومعه جماعة، وقصدوا أقضى القضاة علاء الدين البصروي المذكور أعلاه ليضربوه، وذلك لذنب وقع من علاء الدين قبل تاريخه. فمنعه الجماعة منهم وحالوا بينهم.

وحصل بينهم كلام قبيح. ولولا الجماعة حصل مقتلة عظيمة، وكانت ساعة مهولة، نعوذ بالله من الفتن.

/وفي يوم الاثنين سادس عشرينه، وصل إلى دمشق السيد إبراهيم نقيب السادة الأشراف، على وظيفته المذكورة. ودخل بخلعة وطرحة خضراء، وقرئ له توقيع.

وفي يوم الثلاثا سابع عشرينه، وصل مرسوم السلطان، بطلب الأمير أيدكي نقيب القلعة، إلى الأبواب الشريفة، وأن ينادى عليه، أنّ كل من ظلمه أو بلصه (٤) يردّ عليه ما أخذ له، وكان قد ظلم واعتدى، وأهلك الخلق وزاد في الظلم. عامله الله بعدله.

جمادى الآخرة: وفي يوم السبت خامس عشره، وصل إلى دمشق قاضي القضاة الشافعي، وناظر الجيوش (٥) بدمشق، المقر الشهابي ابن الفرفور، وقرئ له توقيع، بجامع بني أمية.


(١) الأمير جاني بك: هو جاني بك التنمي. أمير مقدم ألف. أمير الحاج بالركب الشامي. انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٤٢.
(٢) المدرسة القطبية: تقع في محلة الخيضرية، أنشأها قاضي القضاة قطب الدين بن خيضر الخيضري سنة ٨٧٨ هـ وكانت تعرف بدار القرآن الخيضرية وما زالت قائمة حتى أيامنا. منادمة الأطلال. بدران ص ٥ وانظر: الدارس للنعيمي ١/ ٧.
(٣) مطرق: القضيب الطري اللين.
(٤) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٤٤. بلصه: أي أخذ منه المال ظلما ورشوة بالقوة، حتى أن أموال الأوقاف كانت تؤخذ بلصا.
(٥) ناظر الجيوش: هو الذي يتحدث في أمر الجيوش وضبطها. معجم البلدان الألفاظ التاريخية. دهمان ص ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>